أقول : لا مانع من القول بالترادف ؛ حيث أنّ المستفاد من كلمات اللغويين أن الحير مخفف الحائر ، فهما من أصل واحد ومؤداهما واحد ؛ وخير دليل على ذلك ، أنّ الأئمة عليهم السلام يُعَبِّرون عن تلك البقعة الطاهرة بـ(الحير) وتارة بـ(الحائر). وكذلك اللغويون يعبرون تارة بـ«ومنه الحير بكربلاء» وأخرى بـ : (والحائر بكربلاء).
فالإستعمال ؛ قد يكون في بداية الأمر يطلق على ما حول القبر ، ثم تطوروا في إطلاقه على كربلاء. كما أنّ إطلاق عامة الناس الحير أكثر من الحائر ، فكل هذا لا يؤثر على القول بالترادف.
ثالثاً ـ في التاريخ :
قد إتفق الرواة ، والمؤرخون ، والجغرافيون ، واللغويون ، على تسمية هذه البقعة الشريفة بـ(الحائر) ، بل من الواضح الذي لا ريب فيه ، أنه يوجد في لسان المعاصرين للأئمة عليهم السلام ومن قارب عصرهم ـ وخصوصاً من عصر الإمام الصادق عليه السلام ـ ، وفي كتب الأخبار والسير إطلاق الحائر على هذه البقعة الشريفة كثيراً ، بحيث قد بلغ حد الظهور ولو بضرب من التوسعة والمجاز ، والذي نريد بحثه هو ما يلي :
أ ـ وجه تسميتها بالحائر أو الحير :
ولعل أهم ما توصل إليه الباحثون في وجه التسمية هو التالي :
١ ـ قال العلامة الكبير المحقق السيد جعفر بحر العلوم (قده) : «أما ما كان مشتملاً على لفظ الحاير ـ وهو بعد الألف ياء مكسورة وراء ساكنة ـ ؛ فهو في الأصل حوض ينصب إليه مسيل الماء من الأمطار ، سمي بذلك ؛ لأنّ الماء يتحير فيه يرجع من أقصاه إلى أدناه ، وبهذه المناسبة أطلق لفظ الحاير على