العلمية ، فكان في ذريته الأنبياء والأولياء ، وتفرّع على ذلك العلماء والعقلاء الذين سخروا العالم بعلمهم ، ودبروا البلاد بعقلهم ، وهذه الآية المباركة ذات جوانب كثيرة ، ولكن الذي يهمنا بحثه هو ما يلي :
١ ـ الجانب التفسيري :
المستفاد من روايات أهل البيت عليهم السلام ما يلي :
أ ـ عَلّمه الباري عَزّ وجَلّ أسماء الأشياء ، ويؤيد ذلك ما روي عن الإمام الصادق عليه السلام أنه سُئل عن هذه الآية فقال : «الأرضين والجبال والشعاب والأودية ، ثم نظر إلى بساط تحته فقال : وهذا البساط مما عَلّمه) (٣١).
ب ـ عَلّمه أسماء أهل بيت العصمة والطهارة ، ويؤيد ذلك ما روي عن إمامنا الصادق عليه السلام : (إنّ الله تبارك وتعالى عَلّم آدم عليه السلام أسماء حجج الله كلها ، ثم عرضهم ـ وهم أرواح ـ على الملائكة) (٣٢). وأيضا يستفاد من قوله تعالى : (أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَـٰؤُلَاءِ) ، فإن ذكر (هَؤلاء) بعنوان الإشارة إلى الحاضرين ؛ أي أرواحهم لبيان رفعة مقامهم ـ صلوات الله عليهم ـ بالتعبير عن أسمائهم بالخصوص.
٢ ـ الجانب العلمي :
يستفيد علماء الأصول من هذه الآية الشريفة في بحث الوضع ، ويعنونون المسألة هكذا : هل الواضع هو الله ، أو البشر؟ والذي يهمنا بحثه ـ هنا ـ هو ما يستفاد من الآية في نشأة اللغة عند الإنسان ، بعد معلومية إنتهائها إلى الله عَزّ وجَل.
__________________
(٣١) ـ الحويزي ، الشيخ عبد علي بن جمعه : نور الثقلين ، ج ١ / ٧٤.
(٣٢) ـ الصدوق ، الشيخ محمد بن علي : إكمال الدين وإتمام النعمة / ١٤.