وبارك عليها ، فما زالت قبل خلق الله مُقَدّسَة مباركة ، لا تزال كذلك حتى يجعلها الله أفضل أرض في الجنة ، وأفضل منزل ومسكن يُسكن الله فيه أولياءه في الجنة) (٣٠٠).
٣٠ ـ مكاناً قَصِيا :
عن أبي حمزة الثمالي ، عن علي بن الحسين عليه السلام في قوله : (فَحَمَلَتْهُ فَانتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا) (٣٠١). (قال : خرجت من دمشق حتى أتت كربلاء ، فوضعته في موضع قبر الحسين (عليه السلام) ، ثم رجعت في ليلتها) (٣٠٢).
هذا الحديث خلاف ما جاء عن المفسرين في مكان ولادتها بعيسى عليه السلام ؛ حيث ذهبوا إلى ما يلي :
أ ـ العامة :
ذهب المفسرون منهم إلى أنّ الربوة أرض بيت المقدس ؛ فإنّها مرتفعة ، أو دمشق ، أو رملة فلسطين ، أو مصر. وقالوا : (ذات قرار) ؛ أي مستقر من الأرض منبسطة. وقيل : ذات ثمار وزروع ، فإنّ ساكنيها يستقرُّون فيها لأجلها. ويقال ماء معين ظاهر جار.
ب ـ الخاصة :
المستفاد من روايات أهل البيت عليهم السلام هو التالي :
«وقال علي بن إبراهيم في قوله عَزّ وجَلّ : (وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً) إلى قوله (وَمَعِينٍ) ، قال : الربوة الحيرة ، وذات قرار ومعين الكوفة. وفي مجمع
__________________
(٣٠٠) ـ النوري ، ميرزا حسين الطبرسي : مستدرك الوسائل ، ج ١٠ / ٣٢٢. (باب ٥١ من أبواب المزار ـ حديث ٢).
(٣٠١) ـ مريم / ٢٢.
(٣٠٢) ـ الطوسي ، الشيخ محمد بن الحسن : تهذيب الأحكام ، ج ٦ / ٧٣.