طريق البرية ، فيه كان مقتل الحسين ابن علي ، رضي الله عنه ، وهي أرض بادية قريبة من ريف فيها عدة عيون ماء جارية ، منها الصيد والقُطْقُطانة ، والرُّهَيمة ، وعين جمل ، وهي عيون كانت للموكلين بالمسالح التي وراء خندق سابور ، أقطعهم أرضها يعتملونها من غير أن يلزمهم خراجاً» (٣٩٠).
وقد ورد ذكر الطف في الأحاديث النبوية الشريف ، قبل إستشهاد الإمام الحسين عليه السلام وهي كالتالي :
أ ـ مرويات السنة :
١ ـ وأخرج البيهقي ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن (أنّ الحسين دخل على النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعنده جبريل في مشربة عائشة ، فقال له جبريل : ستقتله أمّتك ، وإن شئت أخبرتك بالأرض التي يقتل فيها ، وأشار جبريل بيده إلى الطّف بالعراق فأخذ تربة حمراء فأراه إياها) (٣٩١).
٢ ـ حدثنا أحمد بن رشد الحصري ، حدثنا عمرو بن خالد الحرّاني ، حدثنا ابن لهيعة ، عن أبي الأسود ، عن عروة بن الزبير ، عن عائشة (رض) قالت : (دخل الحسين بن علي رضي الله عنه على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وهو يوحى إليه فنرى على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو منكب ، ولعب على ظهره ، فقال جبرئيل لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : أتحبه يا محمد؟ قال : يا جبرئيل ومالي لا أحب ابني ، قال : فإنّ أمتك ستقتله من بعدك ، فمدّ جبرئيل عليه السلام يده فأتاه بتربة بيضاء فقال : في هذه الأرض يقتل ابنك هذا يا محمد واسمها الطف ،
__________________
(٣٩٠) ـ الحموي ، شهاب الدين أبي عبد الله ياقوت : معجم البلدان ، ج ٤ / ٣٥ ـ ٣٦.
(٣٩١) ـ المرعشي ، السيد شهاب الدين : ملحقات الإحقاق ، ج ١١ / ٣٤٤ ، (عن الخصايص الكبرى ، ج ٢ / ١٢٥ ، ط ـ حيدر آباد).