٢ ـ الروضة في القرآن الكريم :
ورد ذكرها في موردين : في قوله تعالى : (فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ) [الروم ١٥]. قال الشيخ الطوسي (قده) : «وإنما خص ذكر الروضة ـ ههنا ـ لأنّه لم يكن عند العرب شيء أحسن منظراً ، ولا أطيب ريحاً من الرياض ، كما قال الشاعر :
ما رَوْضَةٌ من رياض الحزن مُعْشِبَةٌ |
|
خَضْرَاءُ جادَ عليها مُسْيلٌ هِطِلُ |
يُضاحِكُ الشمسَ منها كوكبٌ شَرِقٌ |
|
مُؤَزِّرٌ بعميم النّبْتِ مُكْتهِلُ» (٢١١) |
٣ ـ رأي الأعلام في تفسير الروضة :
أهم الوجوه التي قيلت في تفسير الحديث ما يلي :
الأول ـ الشريف الرضي (قده) : «إنّما شبهه بالروضة ، لما يمرّ عليه من محاسن الكلم ، وبدائع الحِكَم التي تشبه أزاهير الرياض ، وديابيج النبات ، ومه يقولون في الكلام الحسن : كأنّه قِكَعُ الروض ، وكأنّه ديباج الرقيم ، وأضاف ـ عليه الصلاة والسلام ـ الروضة إلى الجنة ؛ لأنّه الكلام المُونِق الذي يتكلم به عليه الصلاة والسلام ، يهدي إلى الجنة ويكون دالاً عليها وقائداً إليها ، وعندهم أنّ الروضة إذا كانت على الإيقاع والإنتشار ؛ كانت أحسن منظراً وآنق زهراً» (٢١٢) وإلى هذا ذهب السيد عبد الله شبّر (قده) (٢١٣) ، وقريب منه قول المجلسي الكبير (قده) : «يمكن أن يكون المراد أنها توضع يوم القيامة على باب الجنة ، أو أطلق الجنة على مسجد النبي صلى الله عليه وآله وسلم مجازاً ، فإنّها الجنة التي بنيت فيها
__________________
(٢١١) ـ الطوسي ، الشيخ محمد بن الحسن : التبيان في تفسير القرآن ، ج ٨ / ٢٣٦.
(٢١٢) ـ الشريف الرضي / السيد محمد بن أبي أحمد : المجازات النبوية / ٨٤ ـ ٨٥.
(٢١٣) ـ شبّر ، السيد عبد الله بن السيد محمد رضا : مصابيح الأنوار ، ج ٢ / ٣٠٩.