٢ ـ إهتمام الملائكة بالحسين عليه السلام وتربته :
إنّ للحسين عليه السلام مكانه ومنزلة عند الله عَزّ وجَلّ ، وهذا ما نراه واضحاً من غهتمام الملائكة ، ويمكن إيضاح ذلك في مايلي :
أولاً ـ عالم السماء بشكل عام :
إنّ عالم السماء المتمثل في الملائكة ، من المقربين وسكان سدرة المنتهى وغيرهم من أصناف الملائكة ، عرفوا الحسين عليه السلام حق المعرفة ، بعد إطلاعهم على مكانته ومنزلته عند الله عَزّ وجَلّ ، من خلال معرفتهم بوحيه جلّ اسمه ، وهذا ما نستفيده من الروايات التالية :
١ ـ عن الحسين بن علي عليه السلام قال : (دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعنده أُبي بن كعب ، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : مرحباً بك يا أبا عبد الله ، يا زين السماوات والأرضين ، فقال أُبيّ : وكيف يكون يا رسول الله زين السماوات والأرضين غيرك؟ فقال : يا أُبيّ والذي بعثني بالحق نبيّاً (ذِكْرُ) الحسين بن علي في السماء أكبر منه في الأرض ، فإنّه لمكتوب عن يمين عرش الله : مصباح هدى وسفينة نجاة ... إلخ) (٤٠٣).
إنّ هذا الحديث واضح وجَلي على مزلة الحسين عليه السلام عند ربه ، وهذا الشعار المقدس ـ ذكر الحسين عليه السلام ـ لا ينمحي أبداً ؛ لأنّ يد القدرة هي التي كتبته ، فهو إعلام وشاهد صدق لا يعتريه الشك والريب ، على أنّ الحسين عليه السلام سار على مخطط إلهي في جهاده واستشهاده ؛ ولذا صار معروفاً عند الملأ الأعلى الملائكة.
__________________
(٤٠٣) ـ المجلسي ، الشيخ محمد باقر : بحار الأنوار ، ج ٣٦ / ٢٠٤ ـ ٢٠٥.