وقال العلامة الشيخ عبد الواحد المظفر (ره) : «وقد يراها بعض المحققين أنها أراضي الحسينية ، أو على مقربة من خان العطيشي ، مركز ناحية الحسينية الحالي. ويَعرِّفها البَحّاتة الشهرستاني بأراضي الحسينية ؛ يعني بها المقاربة لخان العطيشي. لكني أجزم أنّها الأراضي الجنقنة فما دونها إلى بلدة كربلاء ، وقد صَرّح لي أبو حنيفة أحمد ابن ثابت الدينوري ـ وهو من علماء الدغرافية ـ أنّها بمقدار غلوة من منزل الحسين عليه السلام ، والغلوة ـ في لسان العرب ـ رمية سهم ... ، فإن كانت الغلوة رمية سهم أو ثلثمائة ذراع ؛ فهي لا شك باب البلدة المعروفة بباب الحسينية ، قرب مرقد سيدنا العباس بن أمير المؤمنين عليه السلام ، واعتراض خيل ابن سعد لهم في الطريق لا يتفق مع هذا ، وعلى هذا فيمكن الجمع بأن يقال ، أقرب حدود أراضي الغاضرية إلى منزل الحسين عليه السلام هو الغلوة ، وأقصاها ما يقارب خان العطيشي ، فمن المسنات مرقد العباس عليه السلام ، إلى القنطرة البيضاء ، إلى خان العطيشي ، ومركز القرية الأعظم يكون في وسط هذه الأراضي ، وإليه قصد حبيب بن مظاهر ، لما دعاهم لنصرة الحسين عليه السلام ...» (٣٢٧).
الثانية ـ في الروايات :
وبعد التعريف والوصف التاريخي لها ، نذكر بعض الروايات التي نصّت عليها كالتالي :
١ ـ قال أبو جعفر عليه السلام : (الغاضرية : هي البقعة التي كَلّم الله فيها موسى بن عمران ، وناجى نوحاً فيها ، وهي أكرم أرض الله عليه ، ولولا ذلك ما استودع الله فيها أولياءه وأنبياءه ، فزوروا قبورنا بالغاضرية) (٣٢٨).
__________________
(٣٢٧) ـ المظفر ، الشيخ عبد الواحد : البطل العلقمي ، ج ٣ / ٣٥٠ ـ ٣٥١.
(٣٢٨) ـ النوري ، ميرزا حسين الطبرسي ، مستدرك الوسائل ، ج ١٠ / ٣٢٤. (باب ٥١ من أبواب المزار ـ حديث ٥).