٣ ـ وعن عبد الله بن يحيى قال : (دخلنا مع علي إلى صفين ، فلما حاذى نينوى ؛ نادى صبراً يا أبا عبد الله ، فقال : دخلت على رسول الله وعيناه تفيضان فقلت : بأبي أنت وأمي يا رسول الله ما لعينيك تفيضان؟ أغضبك أحد؟ قال : لا ، بل كان عندي جبرئيل فأخبرني أنّ الحسين يقتل بشاطئ الفرات ، وقال : هل لك أن أشمّك من تربته؟ قلت : نعم ، فمدّ يده فأخذ قبضة من تراب فأعطانيها ، فلم أملك عيني أن فاضتا ... إلخ) (٣٣٦).
٨ ـ النواويس :
من الأسماء القديمة لهذه البقعة الطاهرة «النواويس» ، وقد اهتم به المؤرخون والباحثون كما يلي :
قال الدكتور سلمان آل طعمة : «النواويس : وهي الآن مقابر ، مفردها ناووس على وزن فاعول ، واللفظة من الدخيل. وهذه القطعة واقعة شرقي كربلاء ، مما يلي بحيرة السليمانية ، في محل يقال له (براز علي) وزن ذهاب ، وتتصل بنهر الحسينية ، وتوجد في هذه القطعة الآثار المؤيدة بصحة موقعها ووجودها ؛ كالتلال والروابي والمرتفعات ، ويستخرج منها أحياناً توابيت الخزف ، وفي داخلها طريق ضيق للغاية ، ويجد في قصره تراب أصفر اللون ، يرميه العرب في النار فتفوح منه رائحة كريهة ، يشمها الإنسان من مكان بعيد ، وهذا ما يقوي إستدلالنا على وجود هذه البلدة أو القرية في عهد علي عليه السلام ، ولعل الرائحة التي تشم من ذلك التراب حين رميه بالنار ، تنبئنا بأنها أجساد بالية قديمة» (٣٣٧).
__________________
(٣٣٦) ـ المجلسي ، الشيخ محمد باقر : بحار الأنوار ، ج ٤٤ / ٢٤٧ ـ ٢٤٨.
(٣٣٧) ـ آل طعمة ، السيد سلمان هادي : تاريخ مرقد الحسين والعباس / ٢٣ ـ ٢٤.