موضع قبره عليه السلام ؛ لوقوعه في أرض منخفضة ، كما هو المشاهد من الصحن الشريف من جوانبه الأربع ، خصوصاً باب الزينبية وباب الصدرة ، ولا وجه لما هو مشهور من وجه التسمية بذلك ، من جهة أنّ المتوكل العباسي لما أمر بحرث قبره عليه السلام أطلق الماء عليه ، فكان لا يبلغه ، وإن صدقت القصة ـ إذ في كثير من الأخبار الصادرة قبل وجود المتوكل ، إطلاق لفظ (الحاير) على موضع قبر الحسين عليه السلام ، ... ـ فإن ولادة المتوكل سنة (٢٠٦ هـ) ، ووفات الصادق عليه السلام سنة (١٤٨ هـ) ، ولا يصح أن يكون الإطلاق باعتبار الواقعة المتأخرة» (١٣٦).
٢ ـ وقال الدكتور عبد الجواد الكليدار (ره) : «ومع أنّ إسم الحير بقي يطلق على كربلاء إلى عصر متأخر كما مر بيانه ، فلا يعلم اليوم بالضبط متى اندرس إستعماله؟ ، أو في أي قرن من القرون الأخيرة غاب هذه الإسم عن الأنظار نهائياً ، ليحل محله إسم (الحائر) وحده في العرف والتاريخ ، علماً لكربلاء ولقبر الحسين ـ عليه السلام ـ معاً. على أنّ هناك بمسافة غير بعيدة في جنوب كربلاء موضعاً آخر ، يشتق إسمه هو والحائر من مادة واحدة في اللغة ، وهو (الحيرة) ، فكأنهما يرجعان حتى في وجه التسمية إلى أصل واحد ، خصوصاً إذا ما لا حظنا أنّ كل واحد من هذين الموضعين يقع بجانب الآخر تقريباً ، فهل هناك إذن ، من صلة تاريخية أو جغرافية ، أو من أي نوع آخر كانت تجمع بين إسم الحائر والحير بكربلاء ، وبين إسم الحيرة بانلجف؟ فإنّ هذا الأمر لمن الأمور التي لا يمكن البث فيها بصورة قاطعة ، وذلك لعدم وجود مستندات تاريخية يمكن إستنباط شيء منها ، غير أنّ إقتراب الموضعين ، وتقارب الإسمين ورجوعهما إلى أصل واحد في اللغة ،
__________________
(١٣٦) ـ بحر العلوم ، السيد جعفر محمد باقر : تحفة العالم في شرح خطبة المعالم ، ج ١ / ٣٠٤.