نعم لموت جيدها بالعتب هاتفة |
|
بقومها وحشاها ملؤه ضرم |
عجت بهم مذ على أبرادها اختلفت |
|
أيدي العدو ولكن من لها بهم (١٥٢) |
سابعاً ـ حيرة القوم في قتل العليل (عليه السلام) :
ويشير إلى هذا الموقف المأساوي السيد المقرّم (ره) بقوله : «وإنتهى القوم إلى علي بن الحسين وهو مريض على فراشه لا يستطيع النهوض ، فقائل يقول : لا تدعوا منهم صغيراً ولا كبيراً. وآخر يقول : لا تعجلوا حتى نستشير الأمير عمر بن سعد ، وجَرّد الشمر سيفه يريد قتله ، فقال له حميد بن مسلم : يا سبحان الله أتقتل الصبيان؟! إنما هو صبي مريض! فقال : إن ابن زياد أمر بقتل أولاد الحسين ، وبالغ ابن سعد في منعه ، خصوصاً لما سمع العقيلة زينب ابنة أمير المؤمنين تقول : لا يقتل حتى أقتل دونه ، فكفوا عنه» (١٥٣).
ثامناً ـ حيرة بني أسد في مواراة الأجساد الطاهرة :
إختلفت الروايات في من دفن الحسين عليه السلام ، وأهل بيته ، وصحبه الكرام ، هل بنو أسد ، أو الإمام زين العابدين عليه السلام؟
إلا أنّ الموافق لمعتقد الإمامية الإثني عشرية ، أنّ الإمام لا يلي أمره إلا إمام مثله ، فالصحيح أنّ الإمام زين العابدين عليه السلام ، خرج من سجن ابن زياد (لع) في ال كوفة إلى كربلاء عن طريق المعجزة ، في الثالث عشر من المحرم لمواراة الأجساد الطاهرة.
__________________
(١٥٢) ـ المقرم ، السيد عبد الرزاق : مقتل المقرّم / ٣٠٢.
(١٥٣) ـ نفس المصدر / ٣٠١.