كلّنا نأمل مداً في الأجل |
|
والمنايا هنّ آفات الأمل |
لا تغرنك أباطيل المنى |
|
والزم القصد ودع عنك العلل |
إنما الدنيا كظل زائل |
|
حَلّ في راكب ثمّ رحل |
فقلت : لمن هذا أعزّ الله الأمير؟ فقال : لعراقي لكم ، قلت أنشدنيه أبو العتاهية لنفسه ، فقال : هات إسمه ودع هذا ، إنّ الله سبحانه يقول : (وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ) (٤٤). ولعلّ الجل يكره هذا (٤٥) وفي الحديث : (حق المؤمن على أخيه أن يسميه بأحب أسمائه) (٤٦).
تأثير الإسم على شخصية الإنسان :
إنّ للإسم واللقب والكنية تأثيراً على شخصية الإنسان رفعة وضعة ، فالأشخاص الذين يمتازون بأسماء جميلة ، أو ينتمون إلى عشيرة ذات إسم جميل ، يفتخرون بذلك ويذكرونه بكل إرتياح ، بل لربما تفأل به السامع ، ومن الشواهد على ذلك : «حينما جاءت حليمة السعدية إلى مكة تطلب طفلاً ترضعه ، سمعت عبد المطلب ينادي بأعلى صوته : (هل بقي من الرضّاع أحد؟ فإن عندي بُنيّاً لي يتيماً ، وما عند اليتيم من الخير ، إنما يلتمس كرامة الآباء ، قالت : فوقفت لعبد المطلب ـ وهو يومئذ كالنخلة طولاً ـ ، فقلت : أنعم صباحاً أيها الملك المنادي ، عندك رضيع أرضعه؟ فقال هَلمّي ، فدنوت منه فقال لي : من أين أنت؟ فقلت : إمرأة من بني سعد. فقال لي : إيه إيه كرم
__________________
(٤٤) ـ الحجرات / ١١.
(٤٥) ـ الصدوق ، الشيخ محمد بن علي : عيون أخبار الرضا ، ج ١ / ١٩٠.
(٤٦) ـ الطريحي ، الشيخ فخر الدين : مجمع البحرين ، ج ٤ / ٣٧.