الإلهية ، فإذا قلنا : الله فمعناه الذات الموصوفة بالصفات الخاصة ؛ وهي صفات الكمال ونعوت الجلالة» (١٥).
ثالثاً ـ قال الشيخ الصدوق (قده) : «معنى قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم : (إنّ الله تبارك وتعالى تسعة وتسعين إسماً ، من أحصاها دخل الجنة) ، إحصاؤها : هو الإحاطة بها والوقوف على معانيها ، وليس معنى الإحصاء عَدّها ، وبالله التوفيق» (١٦). وقال العلامة الطباطبائي (قده) : «والمراد بقوله : (من أحصاها دخل الجنة) الإيمان باتصافه تعالى بجميع ما تدل عليه تلك الأسماء ، بحيث لا يشد عنها شاذ» (١٧).
الأسماء وظهورها في الخلق :
لعلّ المتتبع للآيات القرآنية ، يلاحظ أنها تهتم بالإسم المبارك ، نذكر منها : قوله تعالى : (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ) [العلق / ١] ، وقوله تعالى : (فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ) [الواقعة / ٧٤]. وقوله تعالى : (وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ فَادْعُوهُ بِهَا) [الأعراف / ١٨٠]. فلماذا هذا الإهتمام بالإسم المبارك؟
الجواب على هذا السؤال يتضح فيما يلي :
أولاً ـ إنّ الحكمة العليا لخلق جميع المخلوقات ؛ هي أن يتجلى الرب سبحانه وتعالى لها بما هو متصف به من صفات الكمال ، ليعرف ويعبد ، ويشكر ويحمد ، ويحكم ويجزي فيعدل ، ويغفر ويعفو ويرحم ... الخ.
__________________
(١٥) ـ الشهيد الأول ، الشيخ محمد بن مكي العاملي : القواعد والفوائد ، ج ٢ / ١٦٦.
(١٦) ـ الصدوق ، الشيخ محمد بن علي : التوحيد / ١٩٥.
(١٧) ـ الطباطبائي ، السيد محمد حسين : الميزان في تفسير القرآن ، ج ٨ / ٣٥٩.