٤ ـ العَقْر :
قال ياقوت الحموي : «العقر : بفتح أوله وسكون ثانية ، قال الخليل : سمعت أعرابياً من أهل الصَمّان يقول : كل فرجه تكون بين شيئين فهو عَقْرٌ لغتان. وقال غيره : العقر القصر على أي حال كان ، والعقر الغمام ، والعقر : عدة مواضع منها : عقر بابل قرب كربلاء من الكوفة. وقد روي : أنّ الحسين (رضي الله عنه) لما إنتهى إلى كربلاء وأحاطت به خيل عبيد الله من العقر قال : ما اسم تلك القرية؟ وأشار إلى العقر فقيل له : اسمها العقر. فقال : نعوذ بالله من العقر ، فما إسم هذه الأرض التي نحن فيها؟ قالوا : كربلاء ، قال أرض كرب وبلاء ، وأراد الخروج منها فمنع حتى كان ما كان. قتل عنده يزيد بن المهلب بن أبي صفرة في سنة ١٠٢ هـ ، وكان خلع طاعة بني مروان ودعا إلى نفسه ... إلخ» (٣١٩).
ولكن العلامة الشيخ عبد الواحد المظفر (ره) يرى خلاف ذلك ، وخلاصة ما ذهب إليه ما يلي :
«هنا قريتان : عقر كربلاء وعقر بابل أو عقر الملك ـ كما سَمّاها الطبري ـ واختلط على ياقوت الحموي ومقلديه ، فخلطوا بين العقرين ، وأنا أقوم إن شاء الله بإيضاح هذا الغلط وأقيم الأدلة كالتالي :
إنّ عقر بابل محاط بأنهار ومياه ، وعقر كربلاء محاط بمفازة وبيداء ، سوى نهر يمر بها يسقي بساتينها ، وللتفرقة بينهما أمور :
أحدها ـ كثرة المياه في الموضع الذي قتل فيه ابن المهلب ، لما ذكر في مقتله من كثرة الجسور ، ولو كان في البقعة التي استشهد عندها الحسين عليه السلام
__________________
(٣١٩) ـ الحموي ، شهاب الدين أبي عبد الله ياقوت : معجم البلدان ، ج ٤ / ١٣٦.