«وقال الأصمعي : يقال للموضع المطمئن الوسط ، المرتفع الحروف حائر ، وجمعه حوران ، وأكثر الناس يسميه الحير ، كما يقولون لعائشة عيش ، والحائر : قبر الحسين بن علي «رضي الله عنه»» (١٣٤).
ويرجع هذا القول الدكتور عبد الجواد الكليدار بقوله : «والحير وإن كان مخفف الحائر على ما يذهب إليه أهل اللغة كالحرث والحارث ، والمخفف يؤدي عادة نفس المعنى الذي يؤديه المخفف عنه ، ويقوم كل واحد منهما بدل الآخر بدون فرق أو تمييز ، غير أنّ العرف واستعمال التاريخ كأنهما خالفا القاعدة في هذا المورد ؛ لإختلاف ظاهر في مدلول اللفظين وكيفية إطلاقهما ، فخصص كل منهما لمعنى غير الآخر ، وإن تقارب مدلولها في الأصل ؛ لأنّ الحير أصبح في الإستعمال ـ حسب الظاهر ـ علماً لمدينة كربلاء نفسها ، بينما صار الحائر علماً لقبر الحسين (عليه السلام) ، كما يستفاد ذلك من إطلاق المؤرخين والجغرافيين لهما ، فمن ذلك قول معجم البلدان : «والحائر قبر الحسين بن علي (رضي الله عنه) ، وأنهم يقولون الحير بلا إضافة إذا عنوا كربلاء» ، ومفاد هذا القول : أنّ الحير بذاته والحير وإن كانا من أصل واحد ، وأحدهما مخفف الآخر إلا أنهما ليسا بمترادفين في الإستعمال ، وليس لهما مدلول واحد ؛ لأنّ الفرق بينهما في الدلالة كالفرق بين إسم كربلاء وبين اسم حرم الحسين في هذا اليوم ، فلعلّ من يقصد كربلاء دون أن يكون قاصداً لحرم الحسين وبالعكس» (١٣٥).
__________________
(١٣٤) ـ الحموي ، شهاب الدين أبي عبد الله ياقوت : معجم البلدان ، ج ٢ / ٢٠٨.
(١٣٥) ـ الكليدار ، الدكتور السيد عبد الجواد : تاريخ كربلاء وحائر الحسين (ع) / ٧٤.