تبديل الأسماء المستقبحة :
عندما نلقي نظرة عابرة على الأسماء المتداولة في المجتمعات التي تعيش في القرى أو المدن ؛ نجد فيها أسماء وألقاباً قبيحة قد يؤدي التصريح بها في المجالس إلى السأم والضجر بالنسبة إلى البعض ، ومن هذا المنطلق نرى الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم يغير الأسماء المستهجنة للأفراد والبلدان ، كما تشير الروايات الآتية :
١ ـ الإمام الصادق عليه السلام ، عن أبيه قال : (كان رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ يُغيِّر الأسماء القبيحة في الرجال والبلدان) (٤١).
٢ ـ عن أب يرافع : (إنّ زينب بنت أم سلمة كان إسمها برّة ، فقيل تزكي نفسها فسمّاها رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ زينب) (٤٢).
٣ ـ عن ابن عمر : (أنّ إبنة لعمر كان يقال لها عاصية ، فسَمّاها رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ جميلة) (٤٣).
وبعد إستعراض هذه النصوص ؛ نستفيد أنّ الإسلام يكره للمسلمين هذه الأسماء المستقبحة ، تنبيهاً على حفظ كرامة المسلم ، لكي لا يقع معرضاً لتحقير الآخرين وإهانتهم ، ومع هذا نهى الإسلام عن ذكر الناس بإسم أو لقب يشينهم ، ويكون سبباً لإهانتهم وتحقيرهم ، وما يؤدي ذلك إلى زرع البغضاء والحقد بين أفراد المجتمع ، وإلى هذا تشير بعض الروايات كالتالي :
محمد بن يحيى بن أبي عباد قال : حدثني عَمَّي قال : (سمعت الرضا عليه السلام يوماً سنشد ، وقليلاً ما كان ينشد شعراً :
__________________
(٤١) ـ الحميري ، أبي العباس عبد الله بن جعفر : قرب الإسناد / ٩٣ (حديث ٣١).
(٤٢) ـ مسلم ، مسلم بن الحجاج : صحيح مسلم ، ج ٦ / ١٧٣.
(٤٣) ـ نفس المصدر.