إستنتاج المؤلف :
بعد عرض ما ذكره أعلام اللغة والتاريخ والفقه في سبب تسمية هذه البقعة الطاهرة بـ(الحير أو الحائر) ، يمكن إستنتاج بعض الأمور التي لها إرتباط بسبب التسمية ، من خلال النصوص الواردة في السيرة الحسينية ، وهي كالتالي :
أولاً ـ حيرة الأنبياء في كربلاء :
تذكر الروايات (١٤٠) أن جمعاً من الأنبياء مروا بكربلاء وهم : آدم ، ونوح ، وإبراهيم ، وإسماعيل ، وموسى ، وسليمان ، وعيسى (عليهم السلام) ، وكل منهم أُصيب بحدث حَيّره ، ثم أُخبروا من قبل الوحي بما سيحدث على الحسين عليه السلام في هذا المكان.
ثانياً ـ حيرة أفراس الحسين (عليه السلام) في كربلاء :
ونَصّ على ذلك المؤرخون في السيرة الحسينية : «ففي منتخب المرائي ، ومقتل أبي مخنف : لما وصلوا كربلاء ـ وهو يوم الأربعاء ـ إذ وقف الجواد الذي تحت الحسين عليه السلام ولم ينبعث من تحته ، وكلما حَثّه على المسير لم ينبعث خطوة واحدة يميناً وشمالاً ، فركب غيره فلم ينبعث من تحته ، فلم يزل الحسين عليه السلام يركب فرساً فرساً حتى ركب ستة أفراس ، وهي لا تخطو تحته خطوة واحدة ، فلما نظر إلى ذلك ؛ قال لهم : يا قوم أي موضع هذا؟ ... إلخ» (١٤١).
ثالثاً ـ حيرة أصحاب الحسين (عليه السلام) في تصرفاته وقتاله للقوم :
وإلى هذا يشير حديث الإمام الجواد عليه السلام ، عن آبائه عليهم السلام قال : (قال علي بن الحسين عليهما السلام : لما إشتدّ الأمر بالحسين بن علي بن أبي طالب ؛ نظر إليه من
__________________
(١٤٠) ـ راجع بحار الأنوار ، ج ٤٤ / ٢٤٢ ـ ٢٤٤.
(١٤١) ـ القزويني ، السيد رضي بن نبي : تظلم الزهراء / ١٧٨ ـ ١٧٩.