حولها الأسئلة التي يراد بها الوصول إلى الهدف من تقديسها والتبرك بها ، فما هو الهدف الذي دعاهم إلى ذلك؟
يتضح الجواب على هذا السؤال بعد بيان الآتي :
ـ معنى التبرك :
«التبرك : مأخوذ من البَرَكَة وهي : ثبوت الخير الإلهي في الشيء. ولما كان الخير الإلهي يصدر من حيث لا يُحس على وجه لا يحصى ولا يحصر ؛ قيل لكل ما يشاهد منه زيادة غير محسوسة ، هو مبارك وفيه بركة» (٤٣٣).
وقد وصف نفسه عَزَ وجَلّ بذلك كما في قوله تعالى : (فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ) [المؤمنينن / ١٤] ، كل ذلك تنبيهاً على إختصاصه تعالى بالخيرات ؛ أي ثبت الخير عنده وفي خزائنه ، واتسعت رحمته وكثرت نعمته. كما وصف مخلوقاته بذلك في كثير من الآيات ، نذكر منها ما يلي :
١ ـ قوله تعالى : (وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ) [مريم / ٣١] ؛ أي موضع الخيرات الإلهية. وفي الحديث عن إمامنا الصادق عليه السلام : (في قول الله عَزَ وجَلّ : (وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ) قال : نَفّاعاً) (٤٣٤).
٢ ـ قوله تعالى : (ربِّ أَنزِلْنِي مُنزَلًا مُّبَارَكًا) [المؤمنون / ٢٩] ؛ أي حيث يوجد الخير الإلهي.
__________________
(٤٣٣) ـ الإصفهاني ، أبو القاسم الحسين بن محمد : المفردات في غريب القرآن ، ج ١ / ٥٦.
(٤٣٤) ـ الصدوق ، الشيخ محمد بن علي ابن الحسين : معاني الأخبار : ٢١٣.