كالحجر الأسود ، أتاه أصحاب العاهات والكفر والجاهلية ، وكان لا يتمسح به أحد إلا أفاق ، وكا كأبيض ياقوته فأسودّ حتى صار إلى ما رأيت. فقلت : جعلت فداك وكيف أصنع به ، فقال : أنت تصنع به مع إظهارك إياه ما يصنع غيرك ، تستخف به فتطرحه في خرجك وفي أشياء دنسه فيذهب ما فيه مما تريده له. فقلت : صدقت جعلت فداك ، قال : ليس يأخذه أحد إلا وهو جاهل بأخذه ولا يكاد يسلم بالناس. فقلت : جعلت فداك وكيف لي أن آخذه كما تأخذه؟ فقال لي : أعطيك منه شيئاً ، فقلت : نعم ، قال : إذا أخذته فكيف تصنع به؟ فقلت : أذهب به معي ، فقال : في أي شيء تجعله؟ فقلت : في ثيابي ، قال : فقد رجعت إلى ما كنت تصنع ، اشرب عندنا منه حاجتك ولا تحمله فإنه لا يسلم لك ، فسقاني منه مرتين ، فما أعلم أني وجدت شيئاً مما كنت أجد حتى إنصرفت) (١٢٦).
ثانياً ـ في اللغة :
تناولت كتب اللغة لفظة (الحَائِر والحَيْر) كالتالي :
١ ـ في لسان العرب : «والحَيْرُ ، بالفتح : شِبْهُ الحَظِيرَة أو الحِمَى ، ومنه الحَيْرُ بكربلاء» (١٢٧).
٢ ـ في كتاب العين : «والحائر : حوض يُسيَّبُ إليه مسيل الماء في الأمصار ، يُسمّى هذا الإسم بالماء ، وبالبصرة : حائر الحُجّاج ، معروف يابس لا ماء فيه ، وأكثر
__________________
(١٢٦) ـ ابو قولويه ، الشيخ جعفر بن محمد : كامل الزيارات / ٤٦٢ ـ ٤٦٥ (باب ٩١ ـ الحديث ٧).
(١٢٧) ـ ابن منظور ، محمد بن مكرم : لسان العرب ، ج ٤ / ٢٢٦.