٥ ـ عَمُورَا :
لعل سبب تسميتها بهذا الإسم يرجع إلى ما يلي :
١ ـ أن تكون راجعة إلى العِمَارة) ، فهذه البقعة من الأرض مرت بحضارة ما بين النهرين ، فهي عامرة من قديم الزمان ، بل كانت مقبرة للبابليين ؛ ولذا أطلق عليها النواويس ، وفي حديث أمير المؤمنين عليه السلام ، لما مَرّ بـ(المقدفان) قال : (... قتل فيها مائتا نبي ، ومائتا سيط كلهم شهداء) ، إذن أرض كربلاء عامرة منذ قديم الزمان ؛ ولذا سميت بـ(عمورا).
٢ ـ أن تكون راجعة إلى (الإعمار) ؛ أي الزيارة ، فهي محل للزيارة والتقديس من قديم الزمان ، فالمستفاد من الروايات أن الأنبياء مروا على هذه البقعة الطاهرة ، وأخبروا من قبل الوحي بما سيحل على الحسين عليه السلام في هذه البقعة ولعنوا قاتليه ، وإلى هذا تشير رواية خالد الربعي قال : حدثني مع سمع كعباً يقول : (أوّل من لعن قاتل الحسين بن علي عليه السلام إبراهيم خليل الرحمن ، وأمر ولده بذلك ، وأخذ عليهم العهد والميثاق ، ثم لعنه موسى بن عمران ، وأمر أمته بذلك ، ثم لعنه داود ، وأمر بني إسرائيل بذلك ، ثم لعنه عيسى وأكثر أن قال : يا بني إسرائيل إلعنوا قاتله ، وإن أدركتم أيامه فلا تجلسوا عنه ، فإن الشهيد معه كالشهيد مع الأنبياء ، مقبلٍ غير مُدبر ، كأني أنظر إلى بقعته ، ما من نبي إلا وقد زار كربلاء ، ووقف عليها ، وقال : إنك لبقعة كثيرة الخير ، فيك يدفن القمر الأزهر) (٣٢٢).
وبعد مقتل الحسين عليه السلام أضحت مزاراً للملائكة ولسائر البشر ، وقد ذكر هذا الإسم في الرواية التالية :
__________________
(٣٢٢) ـ المصدر السابق / ٣٠١ (حديث ـ ١٠).