بعد عرض الأسماء التي ذكرتها الروايات المتقدمة في الفصل السابق ؛ نخرج بالنتيجة التالية :
١ ـ إهتمام النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم بالتربة الحسينية :
س / من أمعن النظر في الروايات المتقدمة ؛ علم أنّ الرسول صلى الله عليه وآله وسلم تكرر منه الإخبار بمصرع سبطه سيد الشهداء عليه السلام ، والإتيان بتربة مصرعه في بيوت زوجاته ، وعلى ملأ من أصحابه ، فما هو الهدف من ذلك؟
ج / قال الشيخ الدربندي (قده) :
«لعلّ السّر في تعدد ذلك وتكرره ، هو أنّه كان في كل واحد واحد من تلك الأوقات والأزمنة ، تجديد العهد ، وتأكيد الميثاق من الله عَزّ وجَلّ ، بالنسبة إلى رسوله صلى الله عليه وآله وسلم وآله المعصومين ، من الصبر الأوفى والتفويض الأكمل والتوكيل الأتم ، والأخذ بأزمّة المشيئة ، والرضا بما يشاء الله تعالى ويرضى به ، حيث يدعو الله تعالى في وقت من تلك الأوقات ، لأنْ يرد هذا البلاء عنهم ، ويدفع عنهم ذلك القضاء ، فإنّه يمحو ما يشاء ، ويثبت وعنده أم الكتاب» (٤٠١).
وقال الشيخ الأميني (قده) ـ وخلاصة مقاله ما يلي :
«فإن من المتسالم عليه لدى الأمة المسلمة ، نظراً إلى النبوة الخاتمة وشؤونها الخاصة ، الإذعان بعلم النبي الأقدس صلى الله عليه وآله وسلم بالملاحم والفتن ، وما جرى على أهل بيته وعترته وذي قرباه وذويه ، قُلّه وكثره من المصائب الهائلة ، وطوارق الدهر المدلهمة ، والنوازل الشديدة ، والنوائب الفادحة ، والقتل الذريع ، إلى جميع مادهمهم من العذاب والنكال والسوء والأسر والسباء ،
__________________
(٤٠١) ـ الدربندي ، الشيخ آغا بن عابد الشيرواني الحائري : إكسير العبادات في أسرار الشهادات ، ج ١ / ٣٣٣.