البارز ، وأظهر المصاديق مما يطلق عليه لفظ الحرم ، فهو القدر المتيقن مما يراد من هذا اللفظ عند الإطلاق ، فإذا دار الأمر بين هذه المحتملات ؛ فمقتضى الصناعة الإقتصار على المقدار المتيقن لدى تردد المخصص المجمل ، بين الأقل والأكثر وهو المعنى الأخير ، والرجوع فيما عداه إلى عمومات القصر التي هي المرجع ما لم يثبت التخصيص بدليل قاطع» (١٩٣).
أقول : هذا هو القول المشهور. وحمل الحرم في تلك الروايات على الحائر ، باعتبار أنّه أخص أفراد الحرم وأشرفها ، ويؤيد ذلك الروايات الدالة على أنّه عند القبر ، فإنّ إطلاق العندية على البلد لا يخلو من البعد ، وأقرب مصاديقه الحائر ؛ إذ في مقام الجمع بين الروايات القدر المتيقن هو ذلك.
ثالثاً ـ حدود الحرم الحسيني :
قال الفقيه المحقق السيد السبزواري (قده) : «وأما التحديدات الواردة في حدّ حرم الحسين (عليه السلام) ـ كما في خبر منصور بن العباس ـ أنه خمسة فراسخ من أربع جوانبه ، وفي مرسل البصري : أنه فرسخ في فرسخ من أربع جوانب القبر ؛ فهي من جهة التبرك وأخذ التربة الشريفة ، ولا ربط لها في المقام ، فراجع» (١٩٤).
أقول : ويؤيد ذلك الروايات التالية :
١ ـ إنّ أبا حمزة الثمالي قال للصادق عليه السلام : (إني رأيت اصحابنا يأخذون من طين قبر الحسين عليه السلام ليستشفوا به ، فهل ترى في ذلك
__________________
(١٩٣) ـ البروجردي ، العلامة الحجة الشيخ مرتضى : مستند العروة الوثقى ، ج ٨ / ٤١٩ ـ ٤٢٠.
(١٩٤) ـ السبزواري ، السيد عبد الأعلى : مهذب الأحكام ، ج ٩ / ٣٠٤.