عن جابر ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : قال الحسين عليه السلام لأصحابه قبل أن يقتل : (إنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال لي : يا بني ، إنك ستساق إلى العراق ، وهي أرض قد إلتقى بها النبيون وأوصياء النبيين ، وهي أرض تدعى عمورا ، وأنك تستشهد بها ، ويشتهد معك جماعة من أصحابك ، لا يجدون ألم مسّ الحديد ، وتلا : (قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ) (٣٢٣) يكون الحرب برداً وسلاماً عليك وعليهم ، فأبشروا فوالله لئن قتلونا فإنّا نرد على نبينا) (٣٢٤).
٦ ـ الغَاضِريّة :
من القرى العامرة عند نزول الحسين عليه السلام بكربلاء ومن أقربها إلى محل نزوله بعد نينوى ، وينبغي بحثها من ناحيتين :
الأولى ـ في أقوال الباحثين :
قال ياقوت الحموي : «الغاضرية : بعد الألف ضاد معجمة ، منسوبة إلى غاضرة من بني أسد : وهي قرية من نواحي الكوفة قريبة من كربلاء» (٣٢٥).
وقال الدكتور سلمان آل طعمة : «وجاء في (مدينة الحسين) : الغاضريات نسبة إلى غاضرة ، وكلمة غاضرة هي اسم لامرأة من بني عامر ، وهي بطن من بني أسد ، كانوا يسكنون هذه الأراضي التي تقع اليوم شمال الهيابي ، التي فيها مصانع للآجر ، وتبعد عن كربلاء ، أقل من نصف كيلومتر. وكانت قرية عامرة كبيرة تمتد على ضفة الفرات ، في شمال كربلاء إلى شمالها الشرقي ، أي على طريق بغداد القديم» (٣٢٦).
__________________
(٣٢٣) ـ الأنبياء / ٦٩.
(٣٢٤) ـ المجلسي ، الشيخ محمد باقر : بحار الأنوار ، ج ٤٥ / ٨٠ ـ ٨١.
(٣٢٥) ـ الحموي ، شهاب الدين أبي عبد الله ياقوت : معجم البلدان ، ج ٤ / ١٨٣.
(٣٢٦) ـ آل طعمة ، السيد سلمان هادي : تراث كربلاء / ٢٠ ـ ٢١.