أولاً ـ معنى (تَلْ) :
«التي من التراب معروف ، هو الرابية والجمع تلال» (٣٧١) ولما كانت أرض كربلاء غير مستوية ، بل تكثر فيها التلال والمرتفعات عَبّر عنها الإمام عليه السلام بـ(تل) ويؤيد هذا ما يلي :
ذكر الدكتور السيد سلمان آل طعمة : «نينوى وتقع شرقي كربلاء ، وهي سلسلة تلول أثرية تمتد من جنوب سدة الهندية ، حتى مصب نهر العلقمي في الأهوار ، وتعرف بتلول نينوى» (٣٧٢).
وذكر العلامة الكبير السيد هبة الدين الشهرستاني (قده) : «وكان لهذا الحائر وهدة فسيحة محدودة بسلسلة تلال ممدودة ، وربوات تبدأ من الشمال الشرقي ، متصلة بموقع باب السدرة في الشمال ، وهكذا إلى موضع الباب الزينبي من جهة الغرب ، ثم تنزل إلى موضع الباب القبلي في جهة الجنوب ، وكانت هذه التلال المتقاربة تشكل للناظرين نصف دائرة مدخلها الجهة الشرقية ، حيث يتوجه منها الزائر إلى مثوى سيدنا العباس بن علي ـ عليهما السلام ـ ويجد المنقبون في أعماق البيوت المحدقة بقبر الحسين عليه السلام ، آثار إرتفاعها القديم في أراضي جهات الشمال والغرب ، ولا يجدون في الجهة الشرقية سوى تربة رخوة واطئة ، الأمر الذي يرشدنا إلى وضعيّة هذه البقعة ، وأنها كانت في عصرها القديم واطئة من جهة الشرق ، ورابية من جهتي الشمال والغرب على شكل
__________________
(٣٧١) ـ الطريحي ، الشيخ فخر الدين : مجمع البحرين ، ج ٥ / ٣٢٨.
(٣٧٢) ـ آلأ طعمة ، السيد سلمان هادي : تاريخ مرقد الحسين والعباس : ٢٢.