س / ما المراد بالترعة؟
ج / ورد في تفسير الترعة أربعة أقوال :
أحدها ـ أن يكون إسماً للدرجة ، فالمراد أنّ موضع قبره الشريف يكون في درجات الجنة ؛ لأنّ الجنة مقسمة على درجات ـ وهي منازل أهل الجنة ـ وإلى هذا يشير قوله تعالى : (لَّهُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ رَبِّهِمْ) (١٠٦). أي ذو طبقات عند الله في الفضيلة. وقوله تعالى : (وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِّمَّا عَمِلُوا) (١٠٧) أي ولكل عامل بطاعة أو معصية درجات مما عملوا ؛ أي مراتب في عمله على حسب ما يستحقه ، فيجازى به إن خيراً فخير وإن شراً فشر. فقال المفسر : «وإنما سميت درجات لتفاضلها كتفاضل الدرج ، في الإرتفاع والإنحطاط ، وإنما يعبر عن تفاضل أهل الجنة بالدرج وعن تفاضل أهل النار بالدرك ، إلا أنّه لما جمع بينهم ، عَبّر عن تفاضلهم بالجرج تغليباً لصفة أهل الجنة» (١٠٨). ويؤيد هذا القول ما يلي :
١ ـ عن أبي الجارود قال : قال علي بن الحسين عليه السلام (إتخذ الله أرض كربلاء حرماً آمناً مباركاً قبل أن يخلق الله أرض الكعبة بأربعة وعشرين ألف عام ، وأنها إذا بدّل الله الأرضين رفعها كما هي برمتها نورانية صافية ، فجعلت في أفضل روضة من رياض الجنة ، وأفضل مسكن في الجنة ، لا يسكنها إلا ال نبيون والمرسلون ـ أو قال أولوا العزم من الرسل ـ وأنها لتزهر من رياض الجنة ، كما
__________________
(١٠٦) ـ الأنفال / ٤.
(١٠٧) ـ الأنعام / ١٣٢.
(١٠٨) ـ الطريحي ، الشيخ فخر الدين : مجمع البحرين ، ج ٢ / ٢٩٨.