٣ ـ قضاء عين التمر» (٢٠٥).
رابعاً ـ الفرق بين الحائر والحرم :
من الأمور التي تحتاج إلى إيضاح ، مسألة الفرق بين الحائر والحرم ، فهل هما بمعنى واحد ، أو يختلفان تماماً ، أو يتفقان في بعض الأمور أم لا؟
في الجواب على هذا السؤال نقول : قد يتفقان وقد يختلفان حسب التفصيل التالي :
١ ـ موارد الإتفاق :
إذا أخذنا بالمعنى اللغوي القائل : بأنّ الحائر أو الحير يطلق على كربلاء بشكل عام ؛ فلا فرق بينهما ، وكذلك إذا أخذنا بما ورد في بعض الروايات ، التي إعتمدها الشيخ نجيب الدين ، يحيى بن سعيد ، حيث حكم بالتخيير في البلدان الأربعة حتى في الحائر المقدّس ، وقد تقدم ذكره (٢٠٦).
وإذا أخذنا بالمعنى اللغوي القائل : إنّ الحير هو ما يشبه الحضيرة والحمى ؛ فهذا ينسجم مع معنى الحرم. وينسجم مع بعض الروايات الناصّة على هذا المعنى ـ كما في رواية إسحاق بن عمّار ـ القائلة : (لموضع قبر الحسين بن علي عليهما السلام حرمة معلومة ، من عرفها واستجار بها أجير. قلت : فصف لي موضعها جعلت فداك. قال إمسح من موضع قبره اليوم ، فامسح خمسة وعشرين ذراعاً من ناحية رجليه ... إلخ). فبناء على هذه الرواية والرواية القائلة (عند القبر) لا فرق بين الحرم والحائر ؛ لأن المشهور بين الفقهاء ـ كما أشار المحقق السيد الخوئي (قده) ـ بأنّ هذا هو المقدار المتيقن من الحرم والحائر ، الذي هو طريقة
__________________
(٢٠٥) ـ آل طعمة ، السيد سلمان هادي : دليل كربلاء المقدسة / ٧ ـ ١٠ (بتصرف).
(٢٠٦) ـ راجع ص / ١٢٢.