«قال هلال بن نافع : كنت واقفاً نحو الحسين وهو يجود بنفسه ، فوالله ما رأيت قتيلاً قط مضمخاً بدمه أحسن منه وجهاً ولا أنور! ولقد شغلني نور وجهه عن الفكرة في قتله! فاستقى في هذه الحال ماء فأبوا أن يسقوه» (١٦٠).
وذكر الشيخ الصدوق (ره) في كتابه (الأمالي) ـ بإسناده عن فاطمة بنت الحسين عليه السلام قالت : (دخلت الغاتمة (العامة) علينا الفسطاط وأنا جارية صغيرة وفي رجلي خلخالان من ذهب ، فجعل يفض الخلخالين من رجلي وه ويبكي ، فقلت : ما يبكيك يا عدو الله؟! فقال : كيف لا أبكي وأنا اسلب ابنة رسول الله؟! فقلت : لا تسلبني. قال : أخاف أن يجيء غيري فيأخذه. قالت : وانتهبوا ما في الأبنية حتى كانوا ينزعون الملاحف عن ظهورنا) (١٦١).
وذكر السيد القزويني (ره) في كتابه (تظلم الزهراء) : «... فصاح ابن سعد : اضرموا عليهم النار في الخيمة. وقيل له : يا ويلك يا عمر ، ما كفاك ما صنعت بالحسين عليه السلام ، وتريد تحرق حرم رسول الله بالنار ، لقد عزمت أن تخسف بنا الأرض؟! فأمرهم بعد ذلك بنهب ما في الخيم» (١٦٢).
الثالث ـ دراستها وفهم مغزاها :
إنّ صدى هذه الفاجعة المأساوية في كربلاء ، أثّر على الفكر البشري ، حيث أدى إلى عرض الكثير من الآراء حول دراستها وتحليلها ، وفهم مغزاها ، وهذا ما نراه واضحاً من خلال التالي :
__________________
(١٦٠) ـ المصدر السابق / ٢٨٣.
(١٦١) ـ الصدوق ، الشيخ محمد بن علي : أمالي الصدوق / ١٤٠ (المجلس ٣١ ـ الحديث ٢).
(١٦٢) ـ القزويني ، السيد رضي بن نبي : تظلم الزهراء / ٢٢٨.