٢ ـ في حديث زائدة عن الإمام زين العابدين عليه السلام قال : (فكادت نفسي تخرج ، وتبينت ذلك عمتي زينب بنت علي الكبرى فقالت : مالي أراك تجود بنفسك يا بقية جدي وأبي وأخوتي؟ فقلت : وكيف لا أجزع وأخلع ، وقد أرى سيدي وأخوتي وعمومتي وولد عمي وأهلي مضرجين بدمائهم مرملين بالعراء مسلبين ، ولا يكفنون ولا يوارون ، ولا يعرج عليهم أحد ولا يقربهم بشر ، وكأنهم أهل بيت من الديلم والخزر ، فقالت : لا يجز عنك ما ترى فوالله إنّ ذلك لعهد من رسول الله إلى جدك وأبيك وعمك ، ولقد أخذ الله ميثاق أناس من هذه الأمة ، لا يعرفهم فراعنة هذه الأرض ، وهم معروفون في أهل السماوات ، وأنّهم يجمعون هذه الأعضاء المتفرقة فيوارونها ، وهذه الجسوم المضرجة ، وينصبون لهذا الطف علماً لقبر الشهداء ، لا يدرس أثره ، ولا يعفو رسمه على كرور الليالي والأيام ، وليجتهدن أئمة الكفر وأشياع الضلالة في محوه وتطميسه ، فلا يزداد أثره إلا ظهوراً وأمره إلا علوا) (٣٩٥).
١٣ ـ عَرْصَة :
قال ابن الأثير : «العرصات : جمع عرصة ؛ وهي كل موضع واسع لا بناء فيه» (٣٩٦).
وقد ذكر هذا الإسم في بعض الروايات كالتالي :
١ ـ عن الأصبغ بن نباته قال : (أتينا مع علي فمررنا بموضع قبر الحسين ، فقال علي : هاهنا مناخ ركابهم ، وهاهنا موضع رحالهم ، وهاهنا مهراق
__________________
(٣٩٥) ـ المجلسي ، الشيخ محمد باقر : بحار الأنوار ، ج ٤٥ / ١٧٩ ـ ١٨٠.
(٣٩٦) ـ ابن الأثير ، المبارك بن محمد الجزري : والنهاية في غريب الحديث والأثر ، ج ٣ / ٢٠٨.