يجعل الباحث يتسائل عن علّة هذا الأمر ، أو على الأقل عن هذه الصدفة في وجه التسمية بينهما ، أكانت ذلك لأمر واقعي ، أو على سبيل الإتفاق؟» (١٣٧).
نتيجة البحث :
بعد ذكر القولين السابقين نخرج بالنتيجة التالية :
١ ـ بناء على ما تقدم ، يمكن أن نستنبط بعض الصلة بين مسمى الحائر والحيرة ، من صلات القومية التاريخية والجغرافية ، والقول بأنّ هذا النوع من البناء في هذه المنطقة يسمى بهذه التسمية قديماً ، فسميت (الحيرة) لوجود الحير فيها ، وسمي (قبر الحسين عليه السلام) وما أحاط به بالحائر ، ويؤيد هذا الوجه الحديث التالي :
روى جابر عن أبي عبد الله عليه السلام قال : (أرسل علي عليه السلام إلى أسْقُف نَجْرَان يسأله عن أصحاب الأخدود ، فأخبره بشيء ، فقال عليه السلام : ليس كما ذكرت ، ولكن سأخبرك عنهم ، إنّ الله بعث رجلاً حبشياً نبيّاً ـ وهم حبشة ـ ؛ فكذبوه ، فقاتلهم فقتلوا أصحابه ، وأسروه وأسروا أصحابه ، ثم بنوا له حَيْراً ، ثم ملأوه ناراً ، ثم جمعوا الناس فقالوا : من كان على ديننا وأمرنا فليعتزل ، ومن كان على دين هؤلاء ؛ فليرمِ نفسه في النار معه ، فجعل أصحابه يتهافتون في النار ، فجاءت امرأة معها صبيّ لها ابن شهر ، فلمّا هجمت على النار ؛ هابت ورقّت على إبنها ، فنادها الصبي : لا تعابي وارميني ونفسك في النار ، فإنّ هذا والله في الله قليل. فرمت بنفسها في النار وصبّيها ، وكان ممن تكلم في المهد) (١٣٨).
فالمستفاد من (ثم بنوا له حَيْرَاً) ، أنّ المراد بالحير هو : شبه الحظيرة أو الحمى.
__________________
(١٣٧) ـ الكليدار ، الدكتور السيد عبد الجواد : تاريخ كربلاء وحائر الحسين (ع) / ٣٦.
(١٣٨) ـ البحراني ، السيد هاشم : البرهان في تفسير القرآن ، ج ٨ / ٢٥٣ ـ ٢٥٤.