الملائكة بهذه التربة الطاهرة ، التي سالت عليها دماء أبي عبد الله عليه السلام وأهله وصحبه ، منذ إخبارهم بمصرعه لجده المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم عدة مرات ، وطلب نصرته من الباري عَزّ وجَلّ وإختلافهم على قبره ؛ لأعظم دليل على منزلة الحسين عليه السلام عند ربهم ؛ لأنّ الملائكة لا يتصرفون إلا بأوامر إلهية.
٣ ـ إهتمام الأنبياء بالحسين وتربته :
س / ذكرت بعض الروايات ، أن هناك علاقة بين الأنبياء وتربة مصرعه ، فما هي هذه الروايات؟
ج / يمكن الإستشهاد بالروايات التالية :
١ ـ روي مرسلاً : (أنّ آدم لما هبط إلى الأرض لم ير حَوّاء فصار يطوف الأرض في طلبها ، فمرّ بكربلاء فاغتمّ وضاق صدره من غير سبب ، وعثر في الموضع الذي قتل فيه الحسين حتى سال الدّم من رجله ، فرفع رأسه إلى السماء وقال : إلهي هل حدث مني ذنب آخر فعاقبتني به؟ فإني طفت جميع الأرض وما أصابني سوء مثل ما أصابني في هذه الأرض. فأوحى الله يا آدم ما حدث منك ذنب ، ولكن يقتل في هذه الأرض ولدك الحسين ظلماً فسال دمك موافقة لدمه ، فقال آدم : يا رب أيكون الحسين نبياً؟ قال : لا ، ولكنه سبط النبي محمد ، فقال : ومن القاتل له؟ قاتله يزيد لعين أهل السماوات والأرض. فقال آدم : فأي شيء أصنع يا جبرئيل؟ فقال : إلعنه يا آدم. فلعنه أربع مرات ، ومشى خطوات إلى جبل عرفات فوجد حوا هناك) (٤١٧).
__________________
(٤١٧) ـ المصدر السابق ، ج ٤٤ / ٢٤٢.