والمؤمن أعظم من حرمة البيت ، وأمره الله أن يقف بعرفه ، وإنما هي من مواطن يحب الله أن يدعى فيها ، والحائر من تلك المواضع) (١٢٣).
٨ ـ عن أبي هاشم الجعفري قال : (دخلت أنا ومحمد بن حمزة عليه ـ عليه السلام ؛ يعني الهادي ـ عليه السلام ـ نعوده وهو عليل ، فقال لنا : وجِّهوا قوماً إلى الحير من مالي ، فلما خرجنا من عنده ، قال لي : محمد بن حمزة المشير : يوجهنا إلى الحائر ، وهو بمنزلة من في الحائر ، قال : فعدت إليه فأخبرته ، فقال لي : ليس هو هكذا ، إنّ لله مواضع يحب أن يعبد فيها ، وحير الحسين ـ عليه السلام ـ من تلك المواضع. قال الحسين بن أحمد بن المغيرة : وحدذني أبو محمد الحسن بن أحمد بن محمد بن علي الرازي ـ المعروف بالوهوردي ـ بنيسابور بهذا الحديث ، وذكر في آخره غير ما مضى في الحديثيين الأوليين ، أحببت شرحه في هذا الباب ؛ لأنّه منه ، قال أبو محمد الوهوردي : وحدثني أبو علي محمد بن همّام (ره) ، قال : حدثني محمد الحميري ، قال حدثني أبو هاشم الجعفري قال : دخلت على أبي الحسن ، علي بن محمد ـ عليهم السلام ـ ، وهو محموم عليل ، فقال لي : يا أبا هاشم ، إبعث رجلاً من موالينا إلى الحير يدعو الله لي ، فخرجت من عنده فاستقبلني علي بن بلال ، فأعلمته ما قال لي ، وسألني أن يكون الرجل الذي يخرج ، فقال : السمع والطاع ، ولكني أقول : إنه أفضل من الحير ، إذا كان بمنزلة من في الحير ، ودعاؤه لنفسه أفضل من دعائي له بالحائر فأعلمته ـ صلوات الله عليه ـ ما قال ، فقال لي : قل له : كان رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ أفضل من البيت والحجر ، وكان يطوف بالبيت
__________________
(١٢٣) ـ النوري ، الميرزا حسين الطبرسي : مستدرك الوسائل ، ج ١٠ / ٣٤٦.