ويستلم الحجر ، وأنّ الله تبارك وتعالى بقاعاً يحبّ أن يدعى فيها ، فيستجيب لمن دعاه والحائر منها) (١٢٤).
٩ ـ عن الحسين بن ثوير قال : (كنت أنا ويونس بن ظبيان ، والمفضل بن عمر ، وأبو سلمة السّرّاج جلوساً عند أبي عبد الله ـ عليه السلام ـ وكان المتكلم منا يونس ، وكان أكبرنا سناً .. قلت : جعلت فداك ، إني أريد أزوره فكيف أقول ، وكيف أصنع؟ قال : إذا أتيت أبا عبد الله ـ عليه السلام ـ فاغتسل على شاطئ الفرات ، ثم البس ثيابك الطاهرة ، ثم امشِ حافياً في حرم من حرم الله وحرم رسوله ، وعليك بالتكبير والتهليل ، والتسبيح والتمجيد ، والتعظيم لله عَزّ وجَلّ كثيراً ، والصلاة على محمد وأهل بيته ، حتى تصير إلى باب الحير ... الخ) (١٢٥).
١٠ ـ عن محمد بن مسلم قال : (خرجت إلى المدينة وأنا وجع ، فقيل له : محمد بن مسلم وجع. فأرسل إليّ أبو جعفر عليه السلام شراباً مع غلام ـ مغطّى بمنديل ، فناولنيه الغلام وقال لي : إشربه فإنه قد أمرني أن لا أبرح حتى تشربه ، فتناولته فإذا رائحة المسك منه ، وإذا بشراب طيب الطعم بارد ، فلما شربته قال لي الغلام : يقول لك مولاي : إذا شربته فتعال ففكرت فيما قال لي ، وما أقدر على النهوض قبل ذلك على رجلي ، فلما استقر الشراب في جوفي فكأنما نشطت من عقال ـ والحديث طويل إلى أن قال ـ : يأخذه الرجل فيخرجه من الحائر وقد أظهره ، فلا يمرّ بأحد من الجن به عاهة ولا دابة ولا شيء به آفة إلا شمّه ، فتذهب بركته لغيره ، وهذا الذي نتعالج به ليس هكذا ، ولولا ما ذكرت لك ، ما يمسح به شيء ولا شرب منه شيء إلا أفاق من ساعته ، وما هو إلا
__________________
(١٢٤) ـ المصدر السابق / ٣٤٦ ـ ٣٤٧.
(١٢٥) ـ الفيض الكاشاني ، الشيخ محمد محسن : الوافي ، ج ١٤ / ١٤٨٥ ـ ١٤٨٦.