ومكائدها وسوء نواياها في نبي الإسلام ودينه ، وقد أعلن بذلك يزيدهم طغياناً ـ وهو على مائدة الخمر ـ متمثلاً بقول ابن الزّبَعُرى :
ليت أشياخي ببدر شهدوا |
|
جزع الخزرج من وقع الأسل |
لعبت هاشم بالملك فلا |
|
خبر جاء ولا وحي نزل |
لست من خندف إن لم أنتقم |
|
من بني أحمد ما كان فعل (٥٤٣) |
وقد تحدث الإمام السجاد عليه السلام بفضح الأمويين قائلاً : (ولقد كان جَدّي علي بن أبي طالب في يوم بدر ، وأحد ، والأحزاب ، في يده راية رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، وأبوك وجدك في أيديهم رايات الكفار) (٥٤٤).
نعم في قضية الحسين عليه السلام حجج بالغة برهنت على أنهم يقصدون التشفي منه والإنتقام ، وأخذهم ثارات بدر وأحقادها.
إنّ الذي جرى في يوم عاشوراء على الحسين عليه السلام ، وأهل بيته وصحبه من المصائب والمحن ؛ عَبّرَت عنه زيارة عاشوراء بـ : (لقد عظمت الرزية ، وجلّت المصيبة بك علينا ، وعلى جميع أهل الإسلام ... ، مصيبة ما أعظمها وأعظم رزيتها في الإسلام ، وفي جميع السماوات والأرض) (٥٤٥).
إنّ هذه المظلومية صارت من الألقاب التي يقترن بها إسمه على الدوام ، وغالباً ما تذكر عبارة (يا حسين يا مظلوم في الزيارات والأحاديث ، والتركيز على هذا اللقب ، يستهدف بيان ظلم الأمويين ومن سار على نهجهم للحسين وأهل بيته الكرام ، بل صار علماً لبقعته الطاهرة (كرب وبلاء) ، وقد أشار إلى ذلك
__________________
(٥٤٣) ـ موسوعة كلمات الحسين (ع) / ٢٩١ ، إعداد لجنة الحديث (معهد تحقيقات باقر العلوم).
(٥٤٤) ـ المجلسي ، الشيخ محمد باقر : بحار الأنوار ، ج ٤٥ / ١٣٦.
(٤٥٤) ـ نفس المصدر ، ج ٩٨ / ٢٩٤.