وترعة من ترع الجنة ، وبطحاء الجنة ونحو ذلك ، وعلى هذا فالحسين عليه السلام وما قَدّمَه من تضحيات ، هو شعار للإسلام عرف بين المسلمين وغيرهم.
ثانياً ـ تربية الأمة الإسلامية بطابع خاص تتميز به عن غيرها من الأمم ، عن طريق هذه الأسماء والمصطلحات فعلى سبيل المثال : قوله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انظُرْنَا) [البقرة / ١٠٤].
وخلاصة ما ذهب إليه المفسرون في هذه الآية الشريفة ما يلي :
روي أنّ المسلمين كانوا يقولون لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا ألقى عليهم شيئاً من العلم (راعنا) ، وكانت لليهود كلمة عبرانية يتسابون بها وهي (راعنا) ، إفترصوا ذلك وخاطبوا الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، ولما سمعها سعد بن معاذ منهم ، وكان يعرف العبرية ـ قال : يا أعداء الله عليكم لعنة الله ، والذي نفسي بيده لئن سمعتها من رجل منكم يقولها لرسول الله لأضربنّ عنقه. فقالوا ألستم تقولونها؟ فنزلت الآية.
وما تحويل القبلة ، وتعيين أعياد خاصة للمسلمين ، وتسمية الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم من لم يتبع الإسلام (جاهلي) إلا مؤيداً لما ذكرناه ، من الحرص على إيجاد أمة مستقلة مميزة على سائر الأمم الغارقة في الخرافة والجهل ، مستقلة في الفكر والسلوك والعواطف والمشاعر ، هكذا أرادها الله وصنعها رسوله الكريم ، خير أمة أخرجت للناس. وقد سار على هذا النهج وأحياه حسين التاريخ ، الذي أصبح مثالاً أعلى لرجال الإصلاح ، ولا عجب إن عدت نهضته المباركة المثل الأعلى ، وحازت شهرة وأهمية عظيمة لما قام به من تفادي لدين الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وأمته ؛ إذ قام بتضحية أوضحت النفوس الأموية ،