١ ـ إنّ الإسلام درجات ، أعلاها ما كان عليه إبراهيم عليه السلام ، وأدناها ما عليه عامة المسلمين ، يحفظون بها دمائهم وأموالهم ، مع ما عليه بعضهم من لفسق والشقاء ، وقد جمع جملة من مراتبها نبينا الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم في الحديث المعروف : (المسلم من سلم المسلمون من يده ولسانه) (٥٤٠).
٢ ـ روي : أنّ الله أعطى هذه الأمة ثلاثة أشياء لم يعطها أحداً من الأمم ؛ جعلها الله شهيداً على الأمم الماضية ، وقال لهم : (مَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ) [الحج / ٧٨]. وقال : (ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) [غافر / ٦٠] (٥٤١). وبعد هذا البيان نقول : إنّ النهضة الحسينية المباركة التي أخبر بها الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم وأكد عليها ، وما تركته من آثار إيجابية للحفاظ على الإسلام بعد أن كاد أن يدرس ؛ حيث أنّ نهضته المباركة أظهرت الإسلام الحقيقي الذي جاء به جده المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم ، وكشفت الإسلام المزيّف الذي تقنّع به أعداء أهل البيت النبوي ، وهذا ما أكد عليه بقوله : (وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمّة جَدّي ، أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر ، وأسير بسيرة جدي وأبي علي بن أبي طالب عليه السلام ، فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق ، وهو خير الحاكمين) (٥٤٢). إذن هذا يؤكد مدى مقامه العالي ، ومنزلته عند الله عَزّ وجَلّ ، وهذا ما نجده في بعض أسماء أرض مصرعه مثل : (قبة الإسلام ، وأرض الله المقدسة ، وروضة من رياض الجنة ،
__________________
(٥٤٠) ـ السبزواري ، السيد عبد الأعلى : مواهب الرحمن في تفسير القرآن ، ج ٢ / ٤٠ ـ ٤١. (بتصرف)
(٥٤١) ـ الطوسي ، الشيخ محمد بن الحسن : التبيان في تفسير القرآن ، ج ٧ / ٣٤٥. (بتصرف)
(٥٤٢) ـ موسوعة كلمات الحسين (ع) / ٢٩١ ، إعداد لجنة الحديث (معهد تحقيقات باقر العلوم).