بعد إنهاء هذا البحث ؛ نأتي إلى نتائجه ، المتمثلة في الإجابة على التساؤلات التي ذكرت في بدايته.
وقلنا في بداية البحث : لعلّ من أهم التساؤلات في هذا البحث هو التالي :
ذكرت الروايات أسماء عديدة للتربة الحسينية ـ على مُشرِّفها آلاف التحية والسلام ـ ، فما الهدف من ذلك؟
والجواب على هذا التساؤل ، يستدعي البحث فيما يلي :
إنّ الإسلام أطلق أسماء خاصة ـ من خلال القرآن الكريم والسنة النبوية ـ على الأشياء المحترمة لديه ، على أنّ الإعتبار في استعمال هذه الأسماء إنما هو لهدف ، ولعلّ من أهم الأهداف ما يلي :
أولاً ـ إيجاد شعار خاص للدين الإسلامي يتميز به عن غيره من الديانات السابقة ، وهذا ما نراه واضحاً في قوله تعالى : (وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَـٰذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَىٰ وَنِعْمَ النَّصِيرُ) [الحج / ٧٨].
قال الشيخ الطوسي (قده) : «وقوله تعالى : (هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ) ، قال ابن عباس ومجاهد : الله سماكم المسلمين فهو كناية عن الله. وقال ابن زيد : هو كناية عن إبراهيم وتقديره إبراهيم سماكم المسلمين ، بدليل قوله : (وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ) [البقرة / ١٢٨]» (٥٣٩). وأيضا يستفاد من الآية ما يلي :
__________________
(٥٣٩) ـ الطوسي ، الشيخ محمد بن الحسن : التبيان في تفسير القرآن ، ج ٧ / ٣٤٤ ـ ٣٤٥.