وقال جمال محمد الراساني الريمي : «إتفقوا على أنّ هذا اللفظ معقول المعنى ، مفهوم الحِكْمَة ، وإنما إختلفوا في ذلك المعنى ما هو؟ فقيل : اللفظ على حقيقته ، وأن ذلك روضة من رياض الجنة ، بمعنى أنه بعينة نقل من الجنة ، أو أنه سينقل إليها» (٢٢٣).
الثالث ـ الجمع بين الرأيين المتقدمين : لأنّ لكل منهما دليلاً يُعَضِّده ، وإلى هذا ذهب ابن أبي جَمْرَةَ (٢٢٤) وكل هذا الوجوه الثلاثة معتبرة ولها قيمتها في البحث العلمي. وبعد عرض هذه الوجوه ؛ نأتي لتوضيح المراد من الروضة في مسميات كربلاء كالتالي :
أولاً ـ إن موضع قبر الحسين عليه السلام وما حوله ـ الحائر ـ روضة من رياض الجنة ، باعتباره محل نزول الرحمة وحصول السعادة ، وقبول العمل ، وإستجابة الدعاء ، وأنه محل تواجد الملائكة الزائرين له ، والمستغفرين لزواره. فكل هذه الأمور تؤدي إلى الجنة ، فتسميتها بـ(روضة من رياض الجنة) على نحو المجاز ويؤيده ما ورد الروايات التالية :
١ ـ عن إسحاق بن عمّار ، قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : (إنّ لموضع قبر الحسين عليه السلام ، حرمة معروفة من عرفها واستجار بها أجير. قلت : فصف لي موضعها ، قال : إمسح من موضع قبره اليوم خمسة وعشرين ذراعاً من ناحية رجليه ، وخمسة وعشرين ذراعاً من ناحية رأسه ، وموضع قبره من يوم دفن روضة من رياض الجنة ، ومنه معراج تعرج فيه بأعمال زوّاره إلى
__________________
(٢٢٣) ـ المصدر السابق / ٤٢٩ ـ ٤٣١.
(٢٢٤) ـ نفس المصدر / ٤٣٠.