تاريخ بناء الحائر الحسيني :
الحائر الحسيني : هو المحوّطة المقدّسة لقبر الحسين عليه السلام ، التي حدّدها الإمام الصادق عليه السلام بـ(عشرين أو خمسة وعشرين ذراعاً من جوانب القبر المقدس).
وإختلف المؤرخون في أول من بني هذا الحائر ، وعلى أي صفة كالتالي :
١ ـ أوّل من بنى القبر الشريف بنو أسد ، الذين دفنوا الحسين عليه السلام وأصحابه ، وأشار إلى هذا ابن طاووس (قده) بقوله : «إنهم أقاموا رسماً لقبر سيد الشهداء ، بتلك البطحاء يكون علماً لأهل الحق» (١٦٥). وإلى هذا القول ذهب السيد محسن الأمين (قده). واعتمد السيدان : ابن طاووس والأمين على رواية زائدة ، عن علي بن الحسين عليه السلام ، عن عمته زينب ، عن أم أيمن ، عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ـ في حديث طويل ـ ، وفيه قال : (... ثم يبعث الله قوماً من أمتك لا يعرفهم الكفّار ، ولم يشركوا في تلك الدماء بقول ولا فعل ولا نيّة ، فيوارون أجسامهم ، ويقيمون رسماً لقبر سيد الشهداء بتلك البطحاء ، يكون علماً لأهل الحق ، وسبباً للمؤمنين إلى الفوز) (١٦٦).
وفي لفظ آخر : (مالي أراك تجود بنفسك يا بقية جدي وأبي وأخوتي ، فوالله إنّ هذا العهد من الله إلى جدك وأبيك ، ولقد أخذ الله ميثاق أناس لا تعرفهم فراعنة هذه الأرض ، وهم معروفون في أهل السماوات ، أنّهم يجمعون هذه الأعضاء المقطعة ، والجسوم المضرّجة ، فيوارونها وينصبون بهذه الطف علماً لقبر أبيك سيد الشهداء ، لا يدرس أثره ، ولا يمحى رسمه على كرور الليالي والأيام ، وليجتهدن أئمة الكفر وأشياع الضلال في محوه وتطميسه ، فلا
__________________
(١٦٥) ـ الأمين ، السيد محسن : أعيان الشيعة ، ج ١ / ١٢٧.
(١٦٦) ـ النوري ، ميرزا حسين الطبرسي : مستدرك الوسائل ، ج ١٠ / ٢١٦ ـ ٢١٧ (باب ١٩ من أبواب المزار ـ حديث ٣).