يزداد أثره إلا ظهورا ، وأمره إلا علواً) (١٦٧). وبعد التسليم بأنّ بني أسد هم الذين بنوا القبر ، هناك سؤال يطرح : على أي كيفية بنو القبر؟
الجواب يتضح فيما يلي :
أ ـ قيل : إنهم وضعوا على القبور الرسوم التي لا تبلى ، ولعل هذه الرسوم كانت من لوائح الفخار التي عرفتها المنطقة من العهود الغابرة ، أو من الصخور الكلسية التي كانت متوفرة في تلك المنطقة.
ب ـ وقيل : إنّ بني أسد حددوا له مسجداً ، وبنوا على قبره الشريف سقيفة (١٦٨).
٢ ـ «وذهب صاحب (كنز المصائب) : إلى أنّ المختار بن أبي عبيدة الثقفي ، هو الذي قام بتشييد البناء على القبر واتخذ قرية من حوله» (١٦٩) ، وقد إعتمد هذا القول مجموعة من الكتّاب والباحثين (١٧٠) ، وخلاصة ما ذكروه ما يلي : عندما إستولى المختار بن أبي عبيدة على الكوفة عام ٦٦ هـ ، بنى على قبره الشريف قبة من الجص والآجر ، واتخذ قرية من حوله ، وكان للمرقد بابان : شرقي وغربي ، وقد تولى ذلك محمد بن إبراهيم بن مالك الأشتر. ولم يزل هذا البناء ـ على ما قيل ـ : حتى عهد هارون الرشيد ـ أي في عام ١٩٣ هـ ، حيث خَرّبه وقطع السدرة التي كانت نابتة عنده ، وكرب موضع القبر (١٧١). ولعلّ هذا البناء هو الذي أشار إليه الإمام الصادق عليه السلام في رواية صفوان الجمّال : (إذا أردت قبر الحسين عليه السلام في كربلاء ؛ قف خارج القبة وارمِ بطرفك نحو القبر ، ثم
__________________
(١٦٧) ـ ابن قولويه ، الشيخ جعفر بن محمد : كامل الزيارات / ٤٤٥ (باب ٨٨).
(١٦٨) ـ الكرباسي ، الشيخ محمد صادق : دائرة المعارف الحسينية (تاريخ المراقد ، ج ١ / ٢٤٨).
(١٦٩) ـ الكليدار ، الدكتور السيد عبد الجواد : تاريخ كربلاء وحائر الحسين / ١٦٠.
(١٧٠) ـ الكرباسي ، الشيخ محمد صادق : دائرة المعارف الحسينية (تاريخ المراقد ـ ج ١ / ٢٥٠ ـ ٢٥٣ (بتصرف).
(١٧١) ـ نفس المصدر.