١ ـ قال العلايلي : «والحق أنا لا نزال من فهم عصر الحسين ، والأحداث التي استطيرت واستشرت فيه على غموض وخفاء ، وذلك لأنّ الأقلام التي تناولته منذ أول عهد العرب بكتابة التاريخ لم تكن بريئة على إطلاق القول ، بل دارت على هدمة أغراض شتى بين النزعة المذهبية والزلفى من السلطة الغالبة. وجدير أن يتكيف تاريخ الحسين من بين هذه الأقلام بكيفية تجعل له لوناً مبهماً ، وتضفي عليه أستاراً ضعيفة ، تتركنا في حيرة من أن لا نصدق شيئاً أو نصدق كل شيء ، ولكن هاتين صفتان من السلب والإيجاب ، يمكن من بعدها أن نقتصد ونتحرى في جنب أخبار التاريخ بحيث نخرج بصفة ثالثة تقوم على النفي والإثبات جميعاً ، وعلى الوضع والرفع معاً ، مما قد نفضي منه إلى ما تطمئن إليه حقيقة ، ونشعر معه بشعور الصدق ، ونجد منه برد اليقين» (١٦٣).
٢ ـ وقال الشيخ كاشف الغطاء (ره) : «إنّ التضحية والمفادات التي تسامى وتعالى بها إمام الشهداء ، وأبو الأئمة يوم الطف من أي ناحية نظرت إليها ، ومن كل وجهة إتجهت لها متأملاً فيها ، أعطتك دروساً وعبراً ، وأسراراً وحكماً تخضع لها الألباب ، وتسجد في محراب عظمتها العقول ، واقعة الطف وشهادة سيد الشهداء وأصحابه في تلك العرصات ، كتاب مشحون بالآيات الباهرات ، والعظات البليغة فهي :
كَالبَدْرِ مِن حيثُ إشتَفَتّ وَجَدْتَه |
|
يهدي إلى عينيك نوراً ثاقباً |
أو : كالشّمس في كَبِدِ السِّماءِ ونورها |
|
يغشى البلاد مشارقاً ومغارباً |
أو : كالبحر يمنح للقريب جواهراً |
|
غرراً ويبعث للبعيد سحائباً» (١٦٤) |
__________________
(١٦٣) ـ العلايلي ، عبد الله : الإمام الحسين / ١٥.
(١٦٤) ـ كاشف الغطاء ، الشيخ محمد حسين ، جنّة المأوى / ١٧٨ ـ ١٨٩.