١ ـ «رأى أحد الخطباء ليلة العاشر فاطمة الزهراء عليها السلام قالت له : إذكر للناس مصيبة ولدي الحسين عليه السلام. قال : سيدتي أنا أذكر مصرعه. قالت : ما قصدت هذا ، ولكن أذكر للشيعة لمّا ودع الحسين عليه السلام بناتي وبقين حيارى ليس مهن أحد غريبات. فانتبه وهو ينادي : واحسيناه ، وذكر هذا الأمر للشيعة» (١٤٩).
٢ ـ حكاية الميرزا يحيى الأبهري قال : «رأيت في منامي العلامة المجلسي (ره) في صحن سيد الشهداء المطهّر ، في الطرف الأدنى عند باب قبة الصفا ، وهو مشغول بالتدريس ، فبعد أن قال موعظة ، وأراد الشروع في الحديث عن المصائب ؛ أتاه شخص فقال : إنّ الصديقة الطاهرة سلام الله عليها تقول لك : إذكر المصائب المشتملة على وداع ولدي الشهيد.
فأقبل المجلسي يتحدث عن مصيبة الوداع ، وأخذ الناس يبكون بكاء شديداً لم أرَ مثله عمري. أقول : ورد في الرؤيا نفسها الحسين (عليه السلام) قال له : قولوا لأوليائنا وأمنائنا يهتمون في إقامة مصائبنا» (١٥٠).
إنّ محنة الإمام في توديعه لعياله من أعظم المحن والخطوب ، فما حاله وهو ينظر بعلمه إلى مستقبل هذه الودائع النبوية ، كيف يتراكضن في ارض كربلاء وقد حُرقت خيامهن والسياط على متونهن. قالت فاطمة الصغرى : (كنت واقفة بباب الخيمة ، وأنا أنظر إلى أبي وأصحابه مجزرين كالأضاحي على الرمال ، والخيول على أجسادهم تجول ، وأنا أفكر فيما يقع علينا بعد أبي ، يقتلوننا أو يأسروننا ، فإذا برجل على ظهر جواده يسوق النساء بكعب رمحه
__________________
(١٤٩) ـ آل إدريس ، الخطيب السيد محمد : لطائف وطرائف / ٤٠.
(١٥٠) ـ القمي ، الشيخ عباس : منتهى الآمال ، ج ١ / ٥٣٣.