١٦ ـ الحَائِر أو الحَيْر :
هذا الإسم من أهم الأسماء التي نعتت بها البقعة الطاهرة ؛ وذلك لما أحيط به من الحرمة والتقديس ، وما ترتب على ذلك من أحكام شرعية إلى يومنا هذا ، والذي يبدو أنّ هذا الإسم كان صريحاً في بداية وضعه ، إلا أنّه حصل عليه بعض الغموض بالتدريج مع مرور الزمن ، حيث حصل في القرون المتأخرة الخلط بين الحائر والحير ، حيث يأتي مرة مترادفاً ، وأخرى مختلفاً عنه في الرواية والتاريخ ، حيث أدى هذا الخلط إلى كثير من الإلتباس في أمره ، فأشكل الأمر على الفقهاء ، وعلماء اللغة ، والتاريخ ، والذي نريد بحثه هو ما يلي :
أولاً ـ في الروايات :
١ ـ عن الحسين بن علي بن ثوير بن أبي فاخته قال : قال لي أبو عبد الله (عليه السلام) : (يا حسين ، من خرج من منزله يريد زيارة الحسين بن علي بن أبي طالب ـ عليهما السلام ـ ، إن كان ماشياً كتب الله له بكل خطوة حسنة ، وحطّ بها عنه سيئة ، حتى إذا صار بالحائر كتبه من المفلحين ، وإذا قضى مناسكه ؛ كتبه الله من الفائزين ، حتى إذا أراد الإنصراف أتاه ملك فقال : أنا رسول الله ، ربك يقرئك السلام ويقول له : إستأنف العمل فقد غفر لك ما مضى) (١١٦).
٢ ـ عن محمد بن مسلم ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : (قلت له : إذا خرجنا إلى أبيك أفلسنا في حج؟. قال : بلى. قلت : فيلزمنا ما يلزم الحاج ، قال : ماذا؟ قلت : من الأشياء التي يلزم الحاج ، قال : يلزمك حسن الصحابة لمن يصحبك ، ويلزمك قلة الكلام إلا بخير ، ويلزمك كثرة ذكر الله ، ويلزمك نظافة الثياب ،
__________________
(١١٦) ـ الفيض الكاشاني ، المولى محمد حسن : الوافي ، ج ١٤ / ١٤٦٧.