لهم في الدنيا والآخرة) (٦٧). وبعد عرض هذه الروايات ؛ نطرح السؤال التالي :
س / ما المراد بلفظة (خَلَقَ) في الروايات المتقدمة :
ج / المستفاد من كلمات الأعلام (٦٨) ما يلي :
إنّ للفظة (خلق) عدة إستعمالات وأهمها التالي :
١ ـ الإبداع : وهو إيجاد شيء من غير أصل ، ومنه قوله تعالى : (خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ) [الأنعام / ١]. أي أبدعها بدلالة قوله تعالى : (بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ) [البقرة / ١١٧] ، ولا يكون الخلق بهذا المعنى إلا الله تعالى ؛ ولهذا قال عَزّ وجَلّ للفصل بينه وبين عباده : (أَفَمَن يَخْلُقُ كَمَن لَّا يَخْلُقُ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ) [النحل / ١٧].
٢ ـ إيجاد شيء من شيء ، كما في قوله تعالى : (خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ) [النساء / ١].
٣ ـ التقدير : عَبّر عنه الإمام الرضا عليه السلام في جوابه ليونس بن عبد الرحمن : (فنعلم ما القدر؟ فقال يونس : قلت لا؟ قال عليه السلام هي الهندسة ووضع الحدود من ا لبقاء والفناء) (٦٩). وعَرّفه الشيخ الطريحي (قده) بقوله : «ومعنى خلق التقدير : نقوش في اللوح المحفوظ» (٧٠) ، أي علوم غيبية.
٤ ـ التكوين : وجودات خارجية ؛ من سماء وأرض وبشر وملائكة وحيوانات ونحو ذلك.
__________________
(٦٧) ـ المصدر السابق / ٣٢٥ (حديث ٧).
(٦٨) ـ راجع البحار ٩١ / ٢٥٠ ، والمفردات في غريب القرآن ج ١ / ٢٠٩.
(٦٩) ـ الكليني ، الشيخ محمد بن يعقوب : الأصول من الكافي ، ج ١ / ١٥٨.
(٧٠) ـ الطريحي ، الشيخ فخر الدين : مجمع البحرين ج ٥ / ١٥٩.