قال : ذلك قول الزنادقة ، فأما المسلمون فلا سبيل لهم إلى ذلك ، وقد شَقّ الله القمر لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم ، ورَدّ الشمس من قبله ليوشع بن نون ، وأخبر بطول يوم القيامة وأنه كألف سنة مما تعدون) (٥٧).
٢ ـ عن أبي عبد الله عليه السلام ـ في حديث طويل قال فيه ـ : (فإن في يوم القيامة خمسين موقفاً ، كل موقف مثل ألف سنة مما تعدون ، ثم تلا هذه الآية : (فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ) [المعارج / ١٤] ... (٥٨). وبعد هذا البيان لا يستبعد ما أشارت إليه الروايات من أنّه تعالى قَدّر للزمان المتقدم أسابيع ، وسَمّى الأول من أيامها بالأحد ، والثاني بالإثنين وهكذا إلى السبت ، وكذلك قَدّر له شهوراً تامة كل منها ثلاثون يوماً ، سمى أولها بالمحرم ، أو رمضان ـ على إختلاف الروايات ـ في أول شهور السنة ، وثانيها بصفر أو شوال ، وهكذا إلى ذي الحجة أو شعبان ، وعلى كل تقدير كان المجموع سنة كاملة موافقة لثلاثمائة وستين يوماً ، ثم جعل أيام أسابيعنا وشهورنا موافقة لأيام تلك الأسابيع والشهور ، في المبدأ والعِدّة والتسمية ، وقد يستشهد له بما جاء في قوله تعالى : (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ) [التوبة / ٣٦].
وعلى هذا لا إشكال في ما ذكرته بعض الروايات : من خلق السماء وجَنّاتها والملائكة يوم الخميس ، وخلق الأرض في يوم الأحد ، وخلق دواب البحر يوم الإثنين ، وخلق الشجر ونبات الأرض وأنهارها وما فيها من الهوام في
__________________
(٥٧) ـ المفيد ، الشيخ محمد بن محمد النعمان : الإرشاد ، ج ٢ / ٣٨٥.
(٥٨) ـ المفيد ، الشيخ محمد النعمان : الأمالي / ٢٧٤ ـ ٢٧٥ (الماجلس ٣٣ ـ حديث ١).