ولعلّ أهم الوجوه ما يلي :
١ ـ إنّ الله جعل في النفوس البشرية قوة الإلهام أن يطلقوا الألفاظ على طبق معانيها بمقدار حاجاتهم ، لا أنّ هناك واضعاً تنتظره البشرية حين نُطْقِها ، وتكون مُطَبَّقة لما وضعها من الألفاظ للمعاني (٣٣).
٢ ـ إنها حصلت بتعليم الله عَزَ وجَلّ لآدم ، فانتشرت في ذريته بحسب مقتضيات الأزمنة والأمكنة ... ، إذ المستفاد من الآية الشريفة : أنّ المراد من الجمع ـ أي الأسماء ، والتأكيد الإضافي ـ ؛ أي كلهم ، ما كان في عصر آدم وما كان في مورد إحتياجه في مدة حياته ، ثم بعد ذلك إستحدثت لغات ولهجات ، وهذا الذي يمكن إستفادته من مجموع الروايات بعد رد بعضها إلى بعض ، وهو قريب من الأذهان ، وبه يمكن الجمع بين بعض الوجوه المتقدمة (٣٤). هذا ما أردنا بحثه ـ هنا ـ رعاية للإختصار.
__________________
(٣٣) ـ الخاقاني ، الشيخ محمد بن الشيخ محمد : المحاكمات ، ج ١ / ١٣٣.
(٣٤) ـ السبزواري ، السيد عبد الأعلى الموسوي : مواهب الرحمن ، ج ١ / ١٨٣.