والياس ، واليسع ، وذو الكفل ، وداود ، وسليمان ، وزكريا ، ويحيى ، وعيسى ، ويونس ، ومحمد صلى الله عليه وآله وسلم. وبقية الأسماء لم تذكر ، وإلى هذا تشير رواية أبي حمزة الثمالي ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : (كان ما بين آدم وما بين نوح من الأنبياء مستخفين ، ولذلك خفي ذكرهم في القرآن ، فلم يُسموا كما سمي من إستعلن من الأنبياء وهو قوله : (وَرُسُلًا لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ) (٢٠)» (٢١). ولعلّ ذكر هذه الأنبياء دون غيرهم ، يدل على وجود أهمية لهم دون غيرهم ، وهذا ما نجده في القرآن الكريم من الجوانب والخصوصيات لهؤلاء الأنبياء ، وخصوصاً نبينا الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، حيث تعددت أسماؤه كما أشار إلى ذلك الشيخ المجلس (قده) ، في بحث أسمائه وألقابه صلى الله عليه وآله وسلم حيث قال : «سَمّاه في القرآن بأربعمأة إسم» (٢٢). وبعد معرفة ذلك ؛ نخرج بالنتيجة التالية :
١ ـ إعتني الباري عَزّ وجَلّ بأسماء أنبيائه ، ، وسماهم بهذه الأسماء إهتماماً بشأنهم ومكانتهم عنده ، وإلى هذا تشير الآية المباركة : (يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَىٰ لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيًّا) [مريم / ٧].
وإذا أمعنا النظر في هذه الآية ، يتضح لنا أنّ تعيين أسماء الأنبياء والأولياء يكون عن طريقه عَزّ وجَلّ ، ولم يكلها إلى الأبوين ، بل هم الأسماء الحسنى كما في الحديث المروي عن الإمام الصادق عليه السلام : (نحن ـ والله ـ الأسماء
__________________
(٢٠) ـ النساء / ١٦٤.
(٢١) ـ شبّر ، السيد عبد الله حق اليقين ج ١ / ١٨١.
(٢٢) ـ المجلسي ، الشيخ محمد باقر : بحار الأنوار ، ج ١٦ / ١٠١.