فهي مظهر أسمائه وصفاته ، ومجلى سننه وآياته ، وترجمان حمده وشكره ، لذلك كانت في غاية الإحكام والنظام ، الدالين على العلم والحكمة والمشيئة والإختيار ، ووحدانية الذات والصفات والأفعال.
وكان من مقتضى تحقق معاني أسماء الله الحسنى وصفاته العلى ، أن يخلق ما علمنا وما لم نعلم من أنواع المخلوقات ، وما يترتب على ذلك من حكم ومصالح.
ثانياً ـ قال الفيض الكاشاني (قده) : «وبالجملة أسباب وجود الخلائق ، وأرباب أنواعها التي بها خُلقت وبها قامت ، وبها رزقت فإنها أسماء الله تعالى ؛ لأنها تدل على الله بظهورها في المظاهر ، دلالة الإسم على المسمى ، فإنّ الدلالة كما تكون بالألفاظ كذلك تكون بالذوات ، من غير فرق بينهما فيما يؤول إلى المعنى ، وأسماء الله لا تشبه أسماء خلقه ، وإنما أضيفت في الحديث تارة إلى المخلوقات كلها ؛ لأنّ كلها مظاهرها التي فيها ظهرت صفاتها متفرقة ، وأخرى إلى الأولياء والأعداء ؛ لأنّهما مظاهرها التي فيها ظهرت صفاتها مجتمعة ؛ أي ظهرت صفات اللطف كلها في الأولياء ، وصفات القهر كلها في الأعداء ، وإلى هذا أشير في الحديث القدسي ـ الذي يأتي ذكره في تفسير آية سجود الملائكة لآدم عليه السلام ـ من قوله سبحانه (يا آدم هذه أشباح أفضل خلائقي وبرياتي ، هذا محمد صلى الله عليه وآله وسلم وأنا الحميد المحمود في فعالي ، شققت له إسماً من إسمي ، وهذا علي وأنا العلي العظيم ، شققت له إسماً من إسمي) ، إلى آخر ما ذكر من هذا القبيل ، فإنّ معنى الإشتقاق في مثل هذا ، يرجع إلى ظهور الصفات وإنباء المظهر عن الظاهر فيه ، أوهما سببان للإشتقاق أو