مسببان عنه ، وإنما يقول بالسببية مَن لم يفهم العينية ، والمراد بتعليم آدم الأسماء كلها خلقه من أجزاء مختلفة ، وقوى متباينة حتى إستعد لإدراك أنواع المدركات من المعقولات والمحسوسات والمتخيلات والموهومات ، وإلهامه معرفة ذوات الأشياء وخواصها ، وأصول العلم وقوانين الصناعات وكيفية آلاتها ، والتمييز بين أولياء الله وأعدائه ، فتأتي له بمعرفة ذلك كله مظهريته لأسماء الله الحسنى كلها ، وبلوغه مرتبة أحدّية الجمع التي فاق بها سائر أنواع الموجودات ، وروجعه إلى مقامه الأصلي الذي جاء منه ، وصار منتخباً لكتاب الله الكبير الذي هو العالم الأكبر ، كما قال أمير المؤنين عليه السلام : (وفيك انطوى العالم الاكبر)» (١).
ثالثاً ـ ورد في بعض الآيات القرآنية : (تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ) [الرحمن / ٧٨]. وفي دعاء الجوشن : (يا من تبارك اسمه) : قال الملا هادي السبزواري : «قيل معناه عظمت البركة في اسمه ، كما في : (تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ) ، فاطلبوا البركة في كل شيء يذكر اسمه .. والحق في الاسم الشريف والآية أنه من باب التعظيم ؛ لأنّه إذا تعاظم وتبارك إسم الشيء ووجهه ، فنفسه بطريق أولى» (١٨) ومن هذا القبيل ما جاء في قوله تعالى : (فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ إِن كُنتُم بِآيَاتِهِ مُؤْمِنِينَ) [الأنعام / ١١٨]. فإنّ البركة في ذكر اسم الله تعالى في الأكل والشرب والذبح ونحو ذلك.
رابعاً ـ ورد في بعض الأدعية ـ كما في دعاء السحر ـ : «اَلّهُمَّ اِنّي اَسْاَلُكَ مِنْ اَسمائِكَ بِاَكْبَرِها وَكُلُّ اَسْمائِكَ كَبيرَةٌ» ، وكما في غيره : «وبِأَسْمائِكَ
__________________
(١٨) ـ السبزواري ، الملا هادي بن مهدي : شرح دعاء الجوشن / ٦٦٧.