لياقة علي خان (٥٤٩) ـ أول رئيس وزراء باكستاني ـ قال : «لهذا اليوم من محرم مغزىً عميقاً لدى المسلمين في جميع أرجاء العالم ، ففي مثل هذا اليوم وقعت واحدة أكثر الحوادث أسىً وحزناً في تاريخ الإسلام ، وكانت شهادة الإمام الحسين (عليه السلام) مع ما فيها من الحزن مؤشر ظفر نهائي للروح الإسلامية الحقيقية ؛ لأنّها بمثابة التسليم الكامل للإرادة الإلهية ، ويتعلم منها وجوب عدم الخوف والإنحراف عن طريق الحق والعدالة ، مهما كان حجم المشاكل والأخطار» (٥٥٠).
تاملاس توندون ، الهندوسي والرئيس السابق للمؤتمر الوطني الهندي : «هذه التضحيات الكبرى من قبيل شهادة الإمام الحسين عليه السلام ، رفعت من مستوى الفكر البشري ، وخليق بهذه الذكرى أن تبقى إلى الأبد ، وتذكر على الدوام» (٥٥١). وخلاصة ما توصلنا إليه : إنّ نهضة الحسين عليه السلام صارت مدرسة للأجيال ، تعطي دروساً عملية للإنسانية على مر العصور ، هذه الدروس التي يمكن استخلاصها من عاشوراء كامنة في أقوال الحسين عليه السلام وأنصاره ، وفي سلوكهم ومعنوياتهم ، ومدى تأثير تلك الواقعة في فكر وحياة المسلمين ، وخلود تلك الملحمة ومعطياتها على مدى التاريخ ، ومن يتأمل أحداث هذه الواقعة ؛ يتعرف على عبرها ودروسها ، فعلى هذا إستحقت تربة الحسين عليه السلام الإهتمام في الروايات بكثرة تعداد أسمائها ، مشاركة بقية البقاع الإسلامية المقدسة نفس الهدف الإسلامي المقدس.
__________________
(٥٤٩) ـ لياقات علي خان (١٨٩٥ ـ ١٩٥١ م) : سياسي باكستاني ، رافق محمد علي جناح وناضل معه من أجل إنشاء باكستان ، حتى إذا أنشئت الدولة الجديد ، تولى رئاسة الوزارة (١٩٤٧ ـ ١٩٥١ م) ، إغتاله بعض المتعصبين لرفضه فكرة إعلان الحرب على الهند ـ موسوعة المورد العربية ، ج ٢ / ١٠٥٠.
(٥٥٠) ـ محدثي ، جواد : موسوعة عاشوراء / ٢٩٢ ـ ٢٩٣.
(٥٥١) ـ نفس المصدر / ٢٩٤.