عن البراء بن عازب قال : (بعث رسول الله (صلى الله عليه (وآله) وسلم) خالد بن الوليد إلى أهل اليمن يدعوهم إلى الإسلام ، وكنت فيمن سار معهم ، فأقام عليهم ستة أشهر لا يجيبونه إلى شيء ، فبعث النبي ـ صلى الله عليه (وآله) وسلّم) ـ إلى علي بن أبي طالب (عليه السلام) ، وأمره أن يرسل خالداً ومن معه إلا من أراد البقاء مع علي (عليه السلام) فيتركه ، قال البراء : وكنت فيمن عقب مع علي (عليه السلام) ، فلما إنتهينا إلى أوائل اليمن ؛ بلغ الخبر فجمعوا له فصلى بنا الفجر ، فلما فرغ صَفّاً صَفّاً واحداً ثم تقدم بين أيدينا ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قرأ عليهم كتاب رسول الله (صلى الله عليه (وآله) وسلّم) ، فأسلمت همدان كلها في يوم واحد ، وكتب بذلك إلى رسول الله (صلى الله عليه (وآله) وسلّم) ، فلما قرأ كتابه ، خَرّ ساجداً وقال : السلام على همدان ، السلام على همدان (٥٣٤). وهذا النصر الذي تحقق على يد أمير المؤمنين عليه السلام بإسلام هذه القبيلة بهذه السرعة ، جعل هذه القبيلة تسأل عن هذه الشخصية العظيمة عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، فلما سمعت بفضله تمسكت بولائه ، وخير شاهد على ذلك ، ما عرف عن هذه القبيلة من تمسكها بولاء علي عليه السلام ، ومدحه لها بقوله المنسوب إليه :
ولو أنّ يوماً كنتُ بَوّاب جَنّةٍ |
|
لقلت لهمدان ادخلوا بسلام (٥٣٥) |
وبعد هذا ثبت لنا علاقة علي عليه السلام باليمن ـ خصوصاً همدان ـ ، ولعلّ (صافي الصفا) من هذه القبيلة.
__________________
(٥٣٤) ـ الطبري ، الحافظ محب الدين أحمد بن عبد الله : ذخائر العقبى / ١٠٩ ـ ١١٠.
(٥٣٥) ـ المجلسي ، الشيخ محمد باقر : بحار الأنوار ، ج ٣٨ / ٧١.