يمكن أن يجاب عن هذا التساؤل بما يلي :
اولاً ـ إنّ النبي إسماعيل عليه السلام سأل ربه أن يعلمه سبب إمتناع الأغنام من شرب الماء ، فأخبره الوحي : (سل غنمك). فإحالة الجواب للأغنام مع العلم بأنّها بهيمة لا تنطق بفصيح الكلام محل إستغراب وتعجب ، وهذا ما يجعل النبي إسماعيل عليه السلام ومن معه في حالة تأهب واهتمام بما يقال!.
ثانياً ـ إنّ نطق الأغنام بلسان فصيح معجزة لنبيه إسماعيل عليه السلام ، وهذا من الأمور المعروفة في حياة الأنبياء عليهم السلام ، فقد تكلمت الحيوانات للنبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته الكرام عليهم السلام كما هو واضح في تاريخهم ، وهذا النوع من الإعجاز له تأثير على سامعيه.
٦ ـ وروي : (أنّ موسى كان ذات يوم سائراً ومعه يوشع بن نون ، فلما جاء إلى أرض كربلاء إنخرق نعله ، وانقطع شراكه ، ودخل الحَسَك في رجليه وسال دمه ، فقال : إلهي أي شيء حدث مني؟ فأوحى إليه : أنّ هنا يقتل الحسين عليه السلام ، وهنا يسفك دمه ، فسال دمك موافقة لدمه ، فقال : ربِّ ومن يكون الحسين؟ فقيل له : هو سبط محمد المصطفى ، وابن علي المرتضى ، فقال : ومن يكون قاتله؟ فقيل : هو لعين السّمك في البحار ، والوحوش في القفار ، والطير في الهواء ، فرفع موسى يديه ولعن يزيد ودعا عليه ، وأمّن يوشع بن نون على دعائه ومضى لشأنه) (٤٢٣).
٧ ـ وروي : (أنّ سليمان كان يجلس على بساطه ويسير في الهواء ، فمرَّ ذات يوم وهو سائر في أرض كربلاء ، فأدارت الريح بساطه ثلاث دورات ، حتى خاف السقوط فسكنت الرِّيح ، ونزل البساط في أرض كربلاء. فقال
__________________
(٤٢٣) ـ المصدر السابق ، ج ٤٤ / ٢٤٤.